هل يمكن تكوين علاقات صداقة عميقة خارج اطار العائلة؟

بالتالي الاجابة على كافة أسئلتك:

صديقي المخلص والذي بمثابة أخي كسبت وده بداية عامي الأول الجامعي ان كان هناك مكسب وحيد فقط فستكون أولوية وجوده بحياتي أهم من حصولي على الشهادة الجامعية والتي شقيت لها.

هو أكثر من أخي حقيقةً و لهذا فنعم على سؤالك يمكن أن تكون خارج إطار العائلة و لا يشترط أن ينحصر ذلك على أصدقاء الطفولة.

الأخبار السعيدة و الحزينة بالطبع تصله قبيل أخي .. ان دل على ذلك فإنما يدل على عمق و شدة و صلابة علاقتنا الأخوية ما شاء الله

يدخل بيتي و أدخل بيته

أبيت عنده و يبيت عندي

أعرف أمه و يعرف أمي

يسعد لسعادتي و أسعد له أضعاف

مالي ماله و ماله مالي

أتمنى له الخير أكثر مني و يشاطرني ذلك

لا أدري لولاه بعد الله طبعاً من كان سيهون عليّ شقاء دراسة الهندسة

إذن، فنعم يوجد علاقات وطيدة فلا يشترط أن يكون الأصدقاء أبناء دمٍ واحد

ريما نقول أننا لا يمكن اثبات ان العطاء غير مشروط في الحالة، حتى لأنفسنا، لا نستطيع التمييز احيانًا إن كان عطائنا غير مشروطًا أم نفعي او غيره...

للحقيقة العطاء دائماً ما يكون نفعي وكل العلاقات البشرية تحكمها منفعة متبادلة، لكن يوجد منفعة عن منفعة تختلف فالعلاقات المبنيّة على المصالح الماديّة ضعيفة بغالب الحال، أمّا العلاقات المبنيّة على مصالح معنوية ممتازة، فحتى فعل الخير تحكمه مصلحة متبادلة فهو يعود بمصلحة على المحسن حتى لو لم يعرف أحداً بفعله، فإحساسه بالرضا عن نفسه وشعور الفرح المكتسب مصلحة جيدة له، وبرأيي لا يجب أن ننفر من هذا بسبب كلمة "مصالح" بالعكس، فإن فهم أن العلاقات القوية تحكمها مصالح معنوية يجعل الطرفان أقدر على الحفاظ على العلاقة وتنفيذ واجباتهم فيها، بدلاً من أن يكون طرف على حساب طرف آخر.

سؤالي، هل يمكن أن تتكون مثل هذه العلاقات خارج إطار العائلة؟ وهل ستكون محصورة لأصدقاء الطفولة؟

للحقيقة أذكر دائماً أهميّة الصداقة ومكانتها عندي، شخصياً لديّ الكثير من الأصدقاء بحكم تغيير بيئة الدراسة والعمل عدّة مرّات، والكل علاقتي معهم طيبّة، لكن ليست للدرجة التي تتكلمين عنها، أمّا عن هذه الدرجة فلديّ ثلاثة أصدقاء تحديداً صداقتهم عندي أهم من صداقتي مع البقية كلّها، يشاركوني الكثير من اهتماماتي ومررتُ معهم بتجارب صعبة ووقفوا معي ووقفتُ معهم، وإن أردتُ أن أتكلم عن خبر جديد يخصّني فسأفكر فقط أن أنقل الخبر لهم-مع أنّي لا أشارك كل أخباري دائماً-، حتى أضعهم فقط مع عائلتي على ال speed dial ههه...فعموماً أرى وجود هكذا علاقات ضرورية جداً بحياة كل شخص، وخاصةً أن يكون هناك تفاهم بين الأصدقاء، أستطيع الآن على سبيل المثال أن أنقل الفكرة الذي كتبتها ببداية تعليقي عن المصالح بالعلاقات إليهم وأقول أن علاقتي معكم مصلحة معنوية وهم سيتفهمون ذلك بل يعرفوه أصلاً D:

عنّي شخصياً مستحيل أن أصل لهذه الدرجة فوراً مهما شعرت بالتقارب مع شخص، فأحتاج لوقت طويل لذلك وعلاقتي مع أصدقائي هؤلاء تزيد على الثمانية سنوات، وأرى أحياناً أناساً ممكن أن تتحول صداقتي معهم إلى علاقة قوية لكن بحاجة لوقت طويل لذلك.

هل صحيح أن هناك اشخاص اكثر قدرة على تكوينها من آخرين، ولماذا؟

ألمس ذلك أحياناً، وأعتقد أنها عند البنات أصعب من الشباب وأتمنى أن أكون مخطئاً، حتى صديقاتي يخبرنني بذلك ويقلن لي أن الصداقة بين البنت والشب أفضل من البنت والبنت لربما بسبب النميمة والغيرة والمظاهر الزائفة الذي يتبيّن زورها عاجلاً أم آجلاً في العلاقات بين بعض البنات.

هل لديك تجارب في هذا الصدد؟ وكيف تثبت انها عميقة؟

نعم كما ذكرت، وللحقيقة أفكر الآن بالعديد من المواقف تثبت ذلك، لكن لن أروي روايات طويلة الآن :")

حتى لو لم توفّقي لحد الآن بذلك، استمري بالبحث فوجود صديق حقيقي ضروري جداً بالحياة ليس لتعتمدي عليه، بل المصالح المعنوية المتبادلة تخفف وطأة مصاعب الحياة، الضحك معهم راحة كبيرة فعلاً :)

نعم ، فليس ضروري أن يكونون أصدقائك من عائلتك ، فمثلًا أنا ، لايوجد في عائلتي شخص من عمري ليكون صديقي لهذا السّبب أصدقائي من مدن أخرى و ليس حتّى من مدينتي باستثناء واحد منهم من مدينتي و قبيلتي و هو موجود معنا هنا في حسوب.

أمّا عن أن يكونوا أصدقاء الطفولة أم لا ، فليس من الضّروري أن يكونوا أصدقاء الطّفولة ، فالصّدقات القويّة ليس كل ما يبنيها هو الوقت ، بل أنت تبنيها بنفسك بطريقة معاملتك للصديق و مواقفك معه ، فأنا مثلًا لديّ صديق مثل أخي تمامًا و قد تعرّفت عليه منذ سنتين فقط.

هل صحيح ان هناك اشخاص اكثر قدرة على تكوينها من آخرين ، و لماذا ؟

نعم صحيح ، فهناك أشخاص اجتماعيين كثيرًا و يحبّون العلاقات الاجتماعية الكثيرة و الخروج مع الأصدقاء ، و هناك من هم يبتعدون عن الناّس ، فنجدهم منعزلين عن النّاس و هم في الغالب يريدون أن يكوّنون صداقات و لكنّهم يعانون من مشكلة الرهاب الاجتماعي أو الخجل الاجتماعي.