طفل في العاشرة من عمري.

متحمس جدا لأقول لأمي ماذا فعت اليوم.لكن أمّي منشغلة عني، فهي الآن تتصفّح هاتفها المحمول.

أمي، أمي، أميييييي! (أناديها ولا تستجيب)

لا تسمع، فهي منشغلة الآن وتتصفح الفيس بوك، فقد انضمّت مؤخراً إلى جروب "أشهى وصفات الطبخ".

حاولت مرة أخرى وناديتها (مع الضرب على الكتف، وهز الرأس باليد): أمييي، ماااما، ميييمو، ماماااااااا.

ردت وقالت: فلتصبر قليلا يا ابني فأنا مشغولة الآن. (لم تنظر إلي حتى وهي تقول هذا الكلام!وأكملت تصفّحها لهاتفها)

نفذت كل الحماسة التي كانت بداخلي وشعرت بحزن شديد؛

صرخت منادياً: ماامااااااااااااااااااا.

قالت: نعم، نعم؟ ماذا تريد؟ أنا مشغولة الآن، أخبرني بسرعة ماذا تريد؟ (قالتها وهي تنظر لي تلك النظرة المخيفة)

رددت صارخاً: ماذا أريد هااه! ماذا أريد!، لقد نسيت ماذا أريد. لماذا تتجاهلينني يا أمي، لقد مللت من هذا التجاهل، يبدو أنني أضعت وقتك الثمين، أكملي تصفح الهاتف أكملي

لم تسمع أمي حرفا مما قلت (لعن الله الفيس بوك).