أولاد الأمس كانوا يلهون ويلعبون على الطريق، أما اليوم فيتباهى الأهل بأن ولدهم الذي لم يبلغ السنتين يجيد استعمال الـIpad ولا يفارقه طيلة اليوم. أولاد الأمس كانوا ينعمون بتربية أمهم، أما اليوم فتجدهم محاطين فقط بالعاملة الأجنبية. الجيل القديم كان رياضياً، أما الجيل الجديد فيجد صعوبة حتى في الانتقال من أمام شاشة الكومبيوتر الى مائدة الغذاء!

هل كل ما سبق دليل ذكاء متطوّر عند الجيل المعاصر، أم أن الوسائل نفسها لم تكن متوافرة لدى الأجيال السابقة، مما يجعل المقارنة الصحيحة شبه مستحيلة؟ هل التكنولوجيا والتطوّر التقني هما السبب في المشكلات والاضطرابات النفسيّة لدى أولاد ومراهقي اليوم، أم أن الإنجذاب إلى وسائل الـ"نيو ميديا" ليس سوى مجرّد انعكاس لاضطرابات مبطّنة؟

توصلت دراسة - تعد الأوسع من نوعها – عن مشكلات الطفولة في بريطانيا، إلى أن حياة أولاد اليوم "أصعب بكثير" من حياة جيل الأمس، على رغم أن الجيل الحالي ينعم بمستوى تعليم ورعاية صحيّة أفضل، وأنهم يحصلون على أشياء كثيرة، كان أولاد الماضي محرومين منها.

والتقرير الذي يحمل عنوان "الطفولة الجيدة" يدعم العائلات التي تتبع أسلوباً تقليدياً في تربية أطفالها. وفي هذا الإطار، تشير عالمة النفس لافيرن أنتروبوس لـ"بي بي سي"، إلى أن الأولاد – باتوا اليوم وعلى الارجح، يبلّغون آباءهم بوضعهم النفسي. وتضيف: "أعتقد أنك كأب قد لا تكون متأكداً من صوابيّة القرارات أو أسلوب التربية التي تعتمده مع أولادك. لكنهم هم يعرفون ذلك جيداً، وتصرفاتهم قد تدلك على ما يفكّرون به "