من منّا لا يعاني من المنغّصات التي تعكّر صفو الحياة، والتي مهما حاولنا الفرار منها إلا أنها أمامنا بالمرصاد، وكأن بينها وبيننا ثأر قديم تريد الأخذ به!

عن تجربة، النظر لمن هم أقل منك هي تقنية فعّالة جدًا إن أحسننا استخدامها. فبسببها -وبدون مبالغة- أغلب أوقاتي أصبحت رضًا وسعادة.

  • ففي الحرارة المستفزة لهذا الصيف مثلًا، تعطلت مروحة التبريد الوحيدة التي أملكها، وبدلًا من أن يسيطر الغضب على يومي بدأت بالتفكير في أحوال الناس في أفريقيا مثلًا، وكيف هي معاناتهم مع الحر، بل مع الطعام والشراب والتلوث البيئي، وبهذا أدركت أنني أحسن حالًا من غيري بكثير، وتبدّلت مشاعري 180 درجة. وبعد أيام عندما وجدت الفرصة، ذهبت لإصلاح المروحة، فعادت كما كانت شابة حسناء، بل وأجمل :)

  • كذلك عندما أكون منسجمًا مستمتعًا بفعل شيء على الكمبيوتر وفجأة تنقطع الكهرباء، شعور ولا أسوأ! فبدلًا من السماح للغضب بالتمكّن منّي في تلك اللحظة، أستغل ذلك الظلام وأغمض عيني قليلًا وأسترخي، وأفكر في حال إخواننا في سوريا وفلسطين مثلًا، وكيف أن بعضهم يعاني من انقطاعها المستمر لأيام! وأثناء تفكيري تعود الكهرباء مجددًا بعد دقائق وكأن شيئًا لم يكن (أتحدث عن مصر)، وبهذا أدرك أنني أفضل حالًا بكثير من غيري.

الأمثلة كثيرة طبعًا، والتي تؤكد أن السعادة لا تُشترى بالمال والأملاك، بل فقط بتغيير طريقة تفكيرنا تجاه الأشياء. ولذلك نرى من يكتئب أو ينتحر رغم أن لديه من الإمكانيات والظروف المعيشية الميسّرة ما قد يثير استغرابنا وتساؤلاتنا: كيف لشخص لديه كل هذا ويكتئب أو ينتحر، أو حتى يصيبه شيئًا من الحزن؟!

فمهما ظننت يا أخي/أختي أنك أتعس إنسان على وجه الأرض، فقط فكّر وتأمل فيمن حولك لتكتشف ما قد يغيّر وجهة نظرك، ويبدّل تعاستك لسعادة :)