بعد استيقاظي من النوم في صباح ذلك اليوم، وبعد قضاء فريضتي مع الله جلست أحتسي كوبًا من الشاي الساخن برفقة عائلتي، تعتبر جلسة الصباح مقدسة عند العائلة لأن الكل يجتمع فيها، بعقول خاوية وأذهان غير شاردة، هذا الاحساس ما قبل النهوض والذهاب إلى العمل أو للمدرسة.

والشيء الجميل في الأمر بأنني في إجازة نهاية الثانوية التي تمتد لسبعة أشهر، سألت نفسي ماذا فعلت في 17 عامًا يا عصمت؟

وحقيقةً لم أجد إجابة مقنعة على هذا السؤال لأن كل الأشياء التي فعلتها لا تتعدى مرحلة الحماقة، ولا تنفك إلا وتصبح أحمق وأحمق، لست أدري ولكن أحيانًا تنظر إلى حالتك من جانب مظلم وباستطاعتك إطلاق كلمة فاشل على نفسك.

قرأت من قبل بأن لا يوجد مكان للفشل وإنما بوسعنا قول إنها كانت تجربة وفي المرة القادمة سوف يتحسن الأمر، ولكن على أرض الواقع هنالك الفشل والفشل الذريع.

كنت مجرد طفل باكي يهاب العالم الخارجي، إلى أن جاء الوقت للخروج من البيضة، ومحاولة اكتشاف العالم.

هذه قصتي في هذا العالم الافتراضي بدأت من الثانية عشر من عمري، أما على أرض الواقع فقصتي بدأت من السابعة من عمري، اليوم سوف أتحدث عن قصة الانترنت، وتلك القصة الحمقاء ليها يوم آخر إن شاء الله.

عندما كنت بعمر الـثانية عشر كنت أمتلك مدونة أعرض فيها بعض الأمور الحمقاء التي فعلها كل مدون في تاريخ بدايته السوداء، عندما كنت لا أدري حتى ما هو حتى مفهوم التدوين، عام بعد عام أصبحت أتطور في فهمي لعالم التدوين.

عندما أكملت عامي الأول مع بلوجر أصبحت مهووسًا بتجريب الأشياء، حتى إنني كدت أجرب كل مجال حتى الاختراق لا أدري ولكن هل كان ذلك حب استطلاع أم حالة من الفراغ وانعدام اللاموضوعية في الثقافة البحثية، وبعد عام اكتشفت بأنني قد أكون جيدًا كمدون وأحياناً كمصمم ويب.

بدأت في تطوير نفسي وتثقيف ذاتي، وجعلت الكتاب صديقي والكثير من الأحداث، إلى أن وجدت حسوب وفي حسوب وجدت شيء يدعى " دونِّ مع صلاح " وجدت فيه مبتغى أملي وسعي وراء التدوين.

وبدأت من هنا قصة اللامعقول في عالم المجهول، وهو الانحدار نحو هاوية البحث عن كيفية إثراء المحتوى العربي.