في ذلك اليوم لم أكن مدركة لما سيحدث في الاسبوع اللاحق! والآن لا أعلم مالذي سيحدث في الأسبوع الذي بعدهما .. ولكن كانت السعادة تغمرني لأسباب عديدة .. وحينما أقول كانت السعادة تغمرني أي أنها فعلا فاضت!

مررت على عمال في إحدى أطراف الجامعة كانوا يقومون باعادة ترميم احدى الغرف, احدهم كان منحنيا يقوم بنشر شيء ما وما إن أطفأ الآلة حتى أرتفع قائما وتلاقت عينانا بينما هو يقوم للحظات .

في طريق عودتي قمت بعد العمال في الغرفة وذهبت الى الكفتيريا واحضرت شايا بعددهم, توجهت اليهم, كانوا في خضم محادثة ما, قاطعوا انفسهم بالنظر الي ولما في يدي .. قدمت لهم الشاي وتمنيت لهم عملا يسيرا .. ردود الفعل كانت عظيمة جدا جدا جدا!! أظن أنني هربت قبل أن يبكي أحدهم أو يقوم باحتضاني!

بعد أيام كنت أنتظر الباص المتوجه للجامعة وتوقف باص مكتظ عن آخره أمام المحطة فتح الباب الأوسط ليظهر عن رجل متعلق وسط زحام شديد وما ان فتح الباب حتى بدأ يلوح بشدة تجاهي وبسعادة حتى كاد يسقط خارج الباص .. ضل يلوح مبتسما حتى دفعه الباب للداخل مقفلا عليه, الحقيقة ظننت أنه رجل مجنون فقط! بعد أن غادر الباص وجاءت حافلتي وجلست فيها تذكرت أنه ذات الرجل الذي كان يعمل في جامعتنا لذاك اليوم, أظن أنني ضحكت لساعه!

الحقيقة هذا ببساطة كان دافعي لكل ماجرى:

كلا .. ليس هناك دوافع أخلاقية عظيمة ولا نهاية مؤثرة هههههههه, لم يرد لي احد كاسة الشاي ولم تأتني مكآفأة عظيمة بدلا عنها في الحقيقة الاسبوع الذي يليه أصبح وضعي مضحكا مبكيا أبسط الوصف أنني مفلسه حرفيا وتركت الجامعه.

ولكنني حرفيا كل يوم قبل ان اخلد للنوم تأتي أمام عيني تلك الوجوه فابتسم, الأمر وكأنني احتفظت بقليل من سعادة ذاك اليوم في خزينة ما في ذاكرتي .

أو أكثر من ذلك ربما أشعر أنني دفعتها مسبقا على حد تعبير الفلم -pay it forward- ولو علمت ماقد يحدث في الايام القليلة المقبلة لوضعت أكثر في خزينتي . لربما بطريقة غير مباشرة أكون أرجو الله بعمل صالح على استحياء؟؟

عموما القصة لم تنتهي وكأس الشاي لايجب أن يعود بصورة كأس شاي آخر.