صباح جديد، " استيقظ يا بنيّ! هذه المرة الخامسة التي أوقظك فيها، قم وصلّ الفجر، قاربت الشمس على الطلوع، لم تنم متأخرا فلم كل هذا الكسل!!"

في داخلي، أنا مستيقظ وواعٍ لما حولي، حتى أنني سمعت صوت دعاءك لي بهداة البال يا أمي الحبيبة.. نعم، وكنت أراقب النجوم في الخارج وهي تغازل كلَّ ساهر يجالس حلمه! وكانت يداي تمسكان بي بقسوة! ويعاتبني لساني صارخا :

الى متى؟!

أتفلّت هاربا لأصل إلى شريط ذكرياتي،  أراقب ذاك الفتى الصغير.. أنظر في عينيه لأرى أحلامي، معاركي التي خضتها.. والتحديات التي كنت انتظرها، الأمل والتفاؤل.. عيناي مخيفتان، لم أستطع الاستمرار في النظر.. لذلك أزحت بيدي غطاء السرير الذي كنت أحسبه مهربا من الواقع! و اعتذرت مجددا لتأخري عن كل شيء..

عقارب الساعة أصبحت متسارعة بطريقة عجيبة! اكتفيت من المراقبة، لم أعد أرى بوضوح حتى، أصبحت أهاب المقامرة، لا أخاف الخسارة وأفضّل الهروب..

ما زلت أحتفظ بشيء واحد في داخلي، هو ما يبقيني على قيد الحياة..

على الرغم من كل شيء، كانت تلك الليالي المظلمة أفضل ما قد حدث!

لقد تركت فيَّ ما لم أتخيّله بتاتا.. نعم؛ كل ما يحدث لك في حياتك لا بد وأن يترك فيك أثره.. وإن لم تلاحظ..

ها أنا  أفكُّ الحبل الذي كان يحيط برقبتي، وأخلع عني كل شيء لأرتدي نفسي.. وأخوض في محيط أفكاري تاركاً لكم كلّ شيء! ومبتعدا لأصل الى اللانهائية حيث لا فرصة للرجوع..مبتعداً عن الكلام البائس، الأحكام، الأعراف، التقاليد،الإحباط، التصنّع، الأنانيّة، الاستغلال والكذب.

الحياة أقصر من البدايات الجديدة و الصفحات البيضاء، والفشل ما هو إلا علامة ترقيم تكمل فقرة النجاح.. دعك من كلّ شيء يحيط بك.. فليرقدوا بسلام بينما تُسابق أنت الموت الذي سيعجز هو أيضا عن إيقافك!