كانت أوّل مرةٍ استغرق فيها اللّيل للدّراسة....

،كان اختبار لمادّة اللّغة الفرنسيّة احتجت كمّاً من الوقت لانهاء المقرّر الذي اوكلنا الاستاذ بدراسته....

،مهلاً مهلاً إنّها الثامنة صباحاً فعلاً لقد استيقظت متأخّرةً جدّاً  فاتني الباص المدرسيّ الذي ياتي لاقلالي الساعة السابعة الا ربع...

،ايقظت والدي و ارتديت ملابسي بسرعة استوقفتنا ازدحام...

هل يمكنك تخيل المشهد قليلاً....  

لا أظنّ انك اخطت انه ليس ازدحام مروريّ ،مئات من البشريين تكوموا في وسط شارع منتظرين ان يمنّ عليهم الموظفين فيوزعوا الاعانة التي تقدمها منظمة من منظمات الولايات المتحدة الامريكية

نظرات شاحبة..حزن عميق... وشعور بالاضطهاد.. جلّ ما رايته في اعين الناس من صاحب عائلة كان يعيش حياة كريمة الى شخص ينتظر قدرا من المساعدة بجانب راتبه الذي لا يكفي لاعالة شخص واحد ..و امراة استودعها زوجها مع اطفاله في هذه الدنيا و تركها تقاسي برد الشتاء  تقضي يومها و اطفالها في انتظار حفنة من الارز يسدون بها رمقهم...

،امراة كبيرة بالسنّ هنا و عجوز هناك  و اصوات تتعالى انه دوري لا بل انه دوري....

و مجموعة من الشبان افتعلو مشاجرة من اجل علبة من الفول..

كل هذا بينما يوقع الشيطان بضحكة صفراء على معاملة بين مدير المنظمة و تاجر يريد ان يشتري قوت ما تبقى من رفات الاطفال.. يشتري عكاز ذلك الموظف التي يتكئ عليها... طعام تلك الارملة و اولئك المشردون لقمة عائلة مراهق اوكل بها بعد وفاة والده... ليبيعه في محلّات تجاريّة.

مهلاً  الم يبق سوى هذا الطعام ليتاجر به هؤلاء اللئيمون الفاسدون  الرديئون.. 

هذه لم تكن سوى خواطر تعبر في راسي بينما استطعنا تخطي بضعة امتار لاصل الى المدرسة..  

لقد اكملت يومي حزينة بائسة اردد هذه العبارة..

ليتني لم اتاخر صباحاً 

شاركنا ببعض المواقف التي اثارت فيك مشاعر الأسى و الحزن على ابناء بلدك ايضا في رأيك هل هنالك حلول للتخلص من الرشوة في المجتمع العربي ..؟!. 

( ملاحظة: متوسط راتب الموظف لدينا تقريبا 50$ اي ان من يعتمد على مرتبه فقط يعيش تحت حد الفقر )