حينما كنت أدرس الثانوية أقترح علي أحد الطلاب الذهاب واللعب معهم كرة القدم في ملعب القرية بعد الانتهاء من المدرسة، بينما نحن في الطريق أخبرني بأن اللعب قوي وخشن بعض الشيء لذا ربما لا يعجبني. توقعت ألا يختلف أسلوب اللعب عما أعهده لذا لا مشكلة.

ما هي إلى دقائق فقط من بداية اللعب، تصلني الكرة وقبل أن أتحرك يندفع نحوى أحد الطلاب، يطرحني أرضًا، يخطف الكرة وينطلق كأن شيئًا لم يكن، توقعت أن أسمع صٌفارة الحكم -أقصد صراخ الحكم فلا توجد صُفارة في الملعب :)- منذرةً عن خطأ لي ولكن لا شيء من هذا سيحدث، فاللعب عبارة عن مصارعة القوي فيها يأكل الضعيف.

إذا كان هذا لعبكم الخشن الذي تتفاخرون به، فتبًا لكم ولملعبكم. عدة إلى المنزل ودارت الأيام حتى أُقيمة بُطولة لكرة القدم في المدرسة، وكالعادة اللعب عبارة عن مصارعة على الكرة، هذا يطرح هذا...

ذهبت إلى أستاذ الرياضة وعرضت عليه أن أكون الحكم في المباراة القادمة، سُر بطلبي وأعطاني الإذن لأصبح الحكم، حينها أردت أن أعلمهم ماذا سيحدث إذا حكم شخص يكره اللعب العنيف والخشن، يطبق الأنظمة كما ينبغي لها أن تُطبق.

بدأت المباراة المنتظرة، كشرت عن أنيابي، وطلبت من اللاعبين الاجتماع عند منتصف الملعب لأخبرهم بأن عليهم اللعب بنزاهه، وأي مخالفة تحدث ستكون البطاقة الحمراء حاضرة أمام المخالف (البطاقة الحمراء في كرة القدم تعني الطرد المباشر من المباراة).

بعد أقل من نصف دقيقة أخرجت البطاقة الصفراء لأحد الطلاب (في كرة القدم يُنذر اللاعب ببطاقة صفراء في البداية، الخطأ الثاني له يطرده من الملعب)، في هذه الحالة يفترض ببقية الطلاب أن يعرفوا أني لا أمزح، وسأطرد أي لاعب خشن، وأن عليهم اللعب بحذر، لكن قومي لا يفهمون، استمروا باللعب الخشن، دقائق معدودة لأطرد أول لاعب في المباراة، يندفعون نحوي محتجين لأغير رأيي لكن لا شيء من هذا سيحدث. ربما تتوقع بأن الرسالة قد وصلت الآن، ويمكننا أخيرًا الاستمتاع بلعب نظيف، للأسف أنت مخطئ.

يستمر اللعب الخشن، دقيقة بعد دقيقة، وبطاقة بعد بطاقة، مرة صفراء ومرة حمراء، وهكذا حتى انتهت المباراة، المباراة لم تنتهي بسبب انقضاء الوقت، بل انتهت بسبب أن معظم لاعبي أحد الفريقين قد طُردوا :)

في بعض الأوقات لا يكون تطبيقك للنظام مقبولًا بين المجتمع خصوصًا إذا عارض شيء كانوا معتادين عليه لقرون من الزمن حتى بدأ كما لو أنه هو الصحيح.

هل حدث لك شيء مشابه؟ شاركنا بها