اخي الصغير ؛ هو آخر ما أتى به والداي - رحمهما الله - .

اليوم بدأت استذكر ايام الصغر ؛ واتذكر معه بعض من المواقف الطريفة والغريبة .

كان اخي الصغير الذي يسمى جميل ، واحد من انبه واذكى الاشخاص اللذين رأيتهم في حياتي .

كان يستنتج ويحلل الأمور بطرق عبقرية للغايه ، على الرغم من ذلك ؛ فلم يكن من المتفوقين دراسيًا وعانى في الثانوية العامة معاناة كبيرة للغاية .

لكن شخصيا لم أكن احزن عليه ؛ لاني واثق من ان ذكاءه ونشاطه سيعوض عليه ذلك مستقبلا.

استذكر معكم اليوم مجموعه من الاشياء التي كان يقولها او يسأل عنها . (اشياء دونتها في مذكراتي )

في عمر العاشرة ؛ سألني ذات يوم عن ما بعد الموت ؛ فكان يخبرني ماذا لو لم يكن هناك شيء ، وان كل العالم كذب ؟ ماذا لو متنا ثم نختفي ، اي بمجرد موتي فانا قد اختفيت ولم اعد موجود لا بعد الموت او قبله ، فقد اختفيت ...

وسألني ذات مرة في نفس السن ، هل يعقل ان كل هذا الكون لا يوجد سوانا البشر؟

كان يحسبني بالموسوعه الكبيرة الذي اجيب واعرف كل شيء ؛ لكني انا نفسي لا اعلم واتسائل مثله

ويوم ما كان والدي يوبخ اخي الاكبر وكان في قمة غضبه ؛ وذلك لاني اخي لم يغلق الباب على الماعز.

في تلك اللحظات كان جميل يجلس في الزاوية ويلعب مع نفسه واذ يقول في نفسه وبصوت منخفض " الغباء داء لا دواء له " قاصدا اخي الكبير ؛ حيث كان جميل يقولها وهو لا يدري عن نفسه .

فسمعه ابي ؛ فكانت مثل الهدية الثمينه ؛ فقال ابي فعلا يا غبي قاصدا اخي الكبير

ذات مرة كان يسالني عن سبب رؤيتنا للنجوم ؛ حيث قال لي هل يعقل ان ضوء النجوم يصل الينا لذلك نراه ( وهو شي غريب ومنطقي لطفل في العاشره )

وكان يستفسر دائما عن الضوء ؛ وكيف يتكون ؛ واين ظله ، وكيف تتحول الكهرباء لضوء

لاحظت في مرات كثيرة شدة ذكاءه

لا اذكر منها الكثير

بعد الثانوية ؛ لم تسعه علامته ان يكمل الى الجامعه ، فكان هو الوحيد في العائلة الذي لك يكمل تعليمه الجامعي .

درس في الكلية كهرباء ،

اليوم جميل في كندا ؛ لم اره منذ 4 سنوات ،

يجني من المال مثلما اجنى 6 الى 7 اضعاف ، وانا قد درست هندسة نوويه وتخرجت امتياز.

وهو يعيش حياة مستقرة رائعه.

اشعر انه يستحق ؛ واتسائل ، هل الدراسة كل شيء؟