طالما حلمت في يومٍ ما أن أعيش في مكانٍ لا أعرف فيه ولا يعرفني فيه أحد.. لاتجمعني بهم لغةٌ ولاعرقُ ولا حتى دين، وكان ذلك ماحدث بعد نهاية فصل دراسي طويل وشاق والكثير من القرف.. أخذت حقيبتي الظهرية وماتبقى لدي من مال والقليل من الجمل المفيدة لأتواصل مع الناس.. ركبت جميع المواصلات التي تسير على وجه هذه الأرض.. وهنا أعني جميعها عدا (القطار و الصاروخ) لأصِل لهذه الجزيرة.. وبعد رحلة (لاتوجد كلمات مناسبة لأصفها) ها أناذا هناك..

وهناك كتبت بعض النقاط التي أحببت أن أشارككم بها..

  • فعلًا هذه الأرض أكبر مما تتصور:

لك أن تتخيل.. دولة تتكون من أكثر من ثمانية آلاف جزيرة كنت أنا في أحدها.. هذه الدولة واحدة من عشرات الدول في قارة آسيا التي هي من إحدى ثمانية قارات التي تمثل الأرض التي هي إحدى الكواكب السيارة حول الشمس التي بدورها تكون جزءًا صغيرًا من مجرةٍ تدعى التبانة التي هي لاشئ بالنسبة للعشرات من المجرات الأخرى التي.... (تخيل فقط وسبح الله)

  • الحياة أبسط مما تتوقع:

في هذا الزمن الذي طغى المادة على الإنسان وجعله يتحول إلى مسخ ، كل همه كيف يكسب المال والكثير من المال.. بينما في هذه البقعة التقيت بعائلة متكونة من أربعة أجيال.. يحتويهم كخوخٌ يقيهم من حرارة الشمس وبحرٌ يستخرجون منه قوتهم..والكوخ يكاد يكون خاليًا من أي جهاز الكتروني.. سألتهم والحيرة باديةٌ في وجهي.. يا إلهي كيف تعيشون هكذا في مكان كهذا بإدوات كهذه؟! فأجابني الجد بكل هدوء: مازلنا نحاول أن نحافظ على سلالة البشر!

  • التجارب تعلمك أكثر مما تتوقع:

كان هاجسي الأول هو حاجز اللغة التي سأتواصل بها مع هؤلاء البشر.. وسرعان ما انكسر هذا الحاجز، اعتقد نحن البشر تجمعنا روابط أكثر مما نتصور.. فبمجرد أن ينظر إليك أحدهم يعلم أنك في حاجةٍ إلى مساعدة أو أمر ما.. والتصور الآخر الذي كان يزعجني هو أنني ضحية سهلة للنصب بحكم أنني شخص غريب ولا أجيد اللغة وخاب ظني عندما علمت أن أهل هذه الجزيرة يتسابقون في مساعدة الغريب ويحاولون إكرامه بما يستطيعون..غادرتهم وأنا أقول: مازال الخير في بني الإنسان..

طبعًا ليست قاعدة تطبق في كل مكان..

  • والمزيد من الأشياء الغريبة:

عندما رأيته جالسًا بين الأشجار ظننت لوهله أنه فارٌ من العدالة في بلده وجاء إلى هذا المكان كي لايطاله القانون.. ذلك العجوز الأمريكي الذي يملك منزلًا في منهاتن أخذ يقسم بالمسيح (كنت امزح معه طبعا) أنه ماجاء إلى هذا المكان إلا ليبتعد عن الحداثة المقرفة(كما يقول هو) ويختلي بنفسه في هذا المكان ليستعيد الصفاء الروحي.

تعلمت الكثيير والكثير من هذه الرحلة، ماذا عنك إذاواتتك الفرصة هل ستغامر؟ وأي بقعة من الأرض تريد أن تذهب إليها؟؟