لطالما راودني هذا السؤال الذي عادة ما يكون له نصيب ضمن حواراتي مع الأشخاص الذين أعرف عنهم حب المطالعة ولديهم علاقة وطيدة بالكتب وشغف بالقراءة ..يثيرني دائمًا الفضول لمعرفة الأسباب التي جعلت منهم قارئين نهمين "إنْ صحّ التّعبير" ..

لم تتعدّى قراءاتي عندما كنت صغيرة كُتُب العربي، ومجلة ماجد وقصص الأطفال العالميّة التي كنت أشتري البعض منها من مصروفي الخاص وأستعير بعضها الآخر من صديقة لي..أمّا في مرحلة المراهقة فاتّجهت تمامًا لقراءة كتب التّنميّة البشريّة والدّينيّة على حدٍ سواء خصوصًا تلك التي تحكي عن سيَر الصّحابة والتّابعين منها أذكر "سلسلة رجال حول الرسول" على سبيل المثال..

بعدها بفترة طويلة تغيّرت علاقتي بالكتب، وتحولّت لشغفٍ حقيقي.. تحديدًا عندما وقع بين يديّ كتاب للمنْفلوطي "تحت ظلال الزيزفون" وهو تعريب لروايةٍ صاحبها المؤلف الفرنسيّ ألفونس كار.. قراءتي لهذا الكتاب كانت نقلة نوعيّة فيما يخصّ الكتب وبعد انتهائي منه رحت أبحث عن جميع مؤلفاته التي التهمتُ مُعظمها..

 لا يخفى على أحد سحر المنفلوطي في الكتابة الذي لا يُقاوم..يأسر القاريء من صفحاته الأولى.. فلا شك أنْ أعزو له الفضل الكبير في محبتي الحقيقية للكتب..

في ذات الفترة تقريبًا بدأت بقراءة الأدب الإنجليزي لما له علاقة بتخصصي الجامعي ووقعت في حبِّ كاتبٍ آخر تشارلز ديكينز لأهمية مواضيعه التي يكتب عنها في نظري ، هذا عدا أسلوبه الرّائع والمتميّز أيضًا في الكتابة.

فمن الواضح أنّ البيئة التي عشت فيها لم تشجعني كثيرًا على القراءة.. ورحلتي إليها كانت ذاتيّة بحتة.. وصِدقًا لا أنْدم الآن على شيء كندمي على أيامٍ وأشهرٍ وسنواتٍ مرّت عليّ دون أنْ أقرأ فيها كتابًا .. لذلك عاهدتُ نفسي أنْ أزرع حب الكتاب والقراءة في أولادي"المستقبليين" منذ الصغر.. أنْ أجعلها بحياتهم تمامًا كالطعام.. كالهواء.. كالماء..

بالوقت الحالي علاقتي بالكتب تزداد يومًا إثْر آخر، لكنّني لا أدّعي أبدًا بأنّي قارئة جيّدة.. ما زلت أعتبر نفسي ببداية الطّريق ولم أصل بعد للمستوى الذي أوَدّ، إلّا أنّني أسطيع القول بأن للكتاب مكانة خاصة بحياتي خصوصًا في الغربة حيث لا رفيق أوفى من كتاب وصدق من قال وخيرُ جليسٍ في الزّمانِ كتابُ..

هذه كانت فكرة بسيطة عن رحلتي مع الكتب، ماذا عنك؟ كيف بدأت علاقتك مع الكتب؟ من الذي غرس حب القراءة فيك؟ وهل تعتبر نفسك قارئًا نهمًا؟