بدأت تلك القصة , حينما أستيقظت من فراشي المُريح , و كنت قد نِمت نوما جميلاََ , حلِمت تلك الأحلام الطُفُولية الجميلة .

فلمّا قمت بإرتداء ثيابي " الأنيقة " , وصتني أُمي بجلب بعض المشتريات للبيت , ولم ترني أمي و أنا ذاهب ..

حسننا ,, فتحت الباب , وخرجت من المنزل إلى الشارع .. وجدت صديقي " البنغلاديشي " أحمد , " كان أحمد من النوعية التي لا يضحك بسهولة - يعني أنه كان شخصاََ يمكن القول عصبي و صعب الإرضاء " ولكن إكتشفت أن ذاك اليوم , ليس بأي يوم ... فـ أحمد " البنغلاديشي " يبتسم و يحاول أن يتجنب وجهي " حتى لا أراه يضحك " ,,, صراحةََ , كُنتُ متفاجئََ جِداََ ,, فالأمر عجيب و غريب ,, أحمد يضحك ! ....

ذهبت للشارع الرئيسي , حيثُ تتواجد المحلاتْ , فوجدت شيخاََ هرِماََ , لا يقدِرْ على قطعْ الطريق " فأعنته على قطعه " , فلمّا نظر إلى وجهي ليشكرني " والشُكرُ للّه" , وجدت أن إبتسامة تتابعها ضِحكة تعلو على وجهه ... فرِحت لذلك " صراحةََ " , و أكملت طريقي , ثُمّ ذهبت لإحدى متاجِر البِقالةْ , لأجلب ما قالت لي أمي الحبيبة أن أجلُبه .

حينما دخلت السوبر ماركت , و فتحي للباب ,, فوجدت المسؤول عن المتجر , مبتسم و يعلو وجهه ضحكة , وكذلك و العجيب و الغريب ,, كل من كان في المحل كذلك ... رجالاََ ونِساءََ و أطفالََ ,, فالأطفالْ رغم الفترة الصباحية " التي لا أعتبرها فترة ضحك و قهقهة " يضحكون ... صراحةََ كنتُ أسأل نفسي ,, ماذا يحدث في العالم ؟؟.. لماذا الجميع يضحك .. كنتُ أقول في نفسي " هل الملائكة تُضحكهُم - كالأطفال الصِغار مثلا ؟! " .. كنتُ متفاجئ " صراحةََ " و قد قررت أن أضحك أنا أيضا " حتى لا أكون مختلفاََ " ... ففعلاََ صِرتُ أضحك و أبتسم ..

فلمّا جلبت الأشياء لأمي , كانت مشغولة ولم ترني , فوضعت الأشياء في البيت , و أنطلقت لصديقي الحبيب " منصور " الذي كان صديق الطفولة إلى الآن وبعض الأصدقاء الأخرين ... فأصر على أن نتناول وجبة الغداء في إحدى المطاعم .. فوافقت , فذهبت لذاك المطعم الذي إتفقنا عليه .. ونظرت ﻷصدقائي من نافذة المطعم .. ووجدتهم يبتسمون ويضحكون و يحاولون إخفاء الضحكة على وجوههم ... أنا صراحةََ ,, كُنتُ متعجبا جداََ , ولكن عاهدت نفسي , على أن أضحك أيضاََ .. ففعلاََ ضحكت أيضاََ .

فحين إقتربت منهم , وجدت الناس تبتسم ,, فإبتسمت في وجوهِهِمْ " لا أعلم غضباََ و لا أعلم هل هو شعور عفوي أو ماذا - ولكن كل هذا الضحك و الإبتسام من الصباح قد أزعجني - " ,, فلمّا وجدت أصحابي و سلّمت عليهم و هم يضحكون , وجلست بجانبهم , قال لي " هل هذه نكته يا صاحبي " , قلت له عن ماذا تتحدث , أتركني و شأني ,, لا أعلم ماذا حلّ بهذا العالم ,, حقاََ شر البلية ما يضحك " ,,, فلمّا تغديت و صدقوني حينما أقول " قد تناولت غدائي و أنا غاضب " فكنت أتناول قطع الدجاج و كأني ذئب إنتقم من فرسيته " .. كل هذا الضحك و الإبتسام قد شعرني بالجوع الغريب و كأنه مجهود عضلي يتطلب الكثير من الطاقة .

فحينما سهرنا إلى الليل و تعشينا بالمرة " ولازال الناس يضحكون ,, و صراحة أشعر بضيق في عنقي ,, كنت أشعر بهذا الضيق في بداية يومي ,, هل من كثر ضحك الناس ؟! هل من كثر ما أضحك للناس " مجاملات " , هل مثل ما قال " سبونج بوب " : صندوق الضحك الخاص بي , قد تعطل ؟ ..

فذهبت إلى الحمام الخاص بالمطعم ,, ﻷن عُنقي أزعجتني جداََ ,, فلمّا نظرت إلى مرآة الحمام ,, وجدت شيئا غريب ,, شيئا قد تكشف لي عن كل شيئ , شيئا أشعرني بالحرج الكبير و الخزي و العار ,, وجدت نفسي أرتدي كل شيئ تقريبا مقلوب ,, من السروال "البنطلون" و القميص ,, وكان القميص مضحكا جدا و السروال " البنطلون" أيضاََ ,, يا الله ,, كم شعرت بالحرج .. في ذاك المطعم الراقي ,,, يا الله ماذا يجب أن أفعل الآن ! ...

لم أجد حلّاََ ,, إلا أن أجري من بين الناس إلى سيارتي ومنها إلى المنزل ,, بكل سرعة و كأني في لعبة " بيبسي مان " لم أجد حلّاََ لمشكلتي إلا هذا الحل ...

ففعلا ,,, جريتُ جريّاََ سريعا جِداََ " جملة تعبر عن ما فعلت " .. كُنتُ في قمة الإحراج .. " لا تصدقون ما مررتُ بِهْ " ...

فحينما وصلت إلى المنزل , و قمت بخلع هذا العار " الملابس المقلوبة " ,, فيحنما وضعت رأسي للنوم على فراشي " الذي بدأ يومي و أنتهى بِه " .. شيئ غريب ,, فاللّهُ قدّر لي أن يكون لي هذا اليوم ..

فجأة ,, شيئ غريب حدث لي و أنا قبل أن أنامْ , ألا وصورة كُل من كان يضحك و يبتسم من الصباح إلى الليل , عرضت كالفيلم القصير , و قام دماغي بتركيب أغنية على تلك الوجوه , وفي عرض تلك الصور قلت لنفسي , أنا السبب في إبتسام و ضحك كُل هؤلاء , كان يومهم مضحك و مبتسم و كُنتُ أنا السبب في ذلك , إختفى الغضب و أعتلت إبتسامة على وجهي , و ذهبت إلى نوم مُبتسم جميل و عفوي ..

إجعل يوم من حولك سعيدا , مُبتسماََ , مُضحكاََ ,, تلك أشكال للطاقة الإيجابية , لا تُغطيها سلبية ..