يتسائل بعض الناس الفضوليين عن غداء العقل ؟

فيجيب الذي سأله : إن غذاء العقل هو الأكل الصحي الذي يتكون من كل أنواع الطعام و الفيتامينات من سلطة و فيتامين سي و بي و البروتينات و الحديد و خاصة السمك

ثم يجيب الآخر : و هل للعقل غداء ؟؟ نحن نأكل للمعدة ثم تصبح فضلات فيتعجب السائل فيغير الوجهة إلى المسلم التقي : إن غداء العقل هو القرآن الكريم والتدبر فيتقبل السائل الفكرة لكنه يكمل البحث عن الإجابة الصحيحة الموثوقة منها فيصادف الحكيم الذي يقول له : يا بني إنك لفضولي من الدرجة الأولى لأنك سألت سؤالا جميلا لم يسأله فرد من هذا المجتمع الالكتروني المخدر إن غداء العقل يا بني هو أولا الغذاء الروحي وهو الإيمان الصادق بالله و عبادته و الصبر على عبادته و طاعته و فعل الخيرات و النهي عن المنكرات و ثانيا الغذاء الصحي و هو الذي نأكله كل يوم لكن نركز أكثر على المياه و البروتينات و الفتيامينات الهامة

أما ثالتا فهو الغداء الثقافي هو الذي يعتبر الغذاء المكمل للآخرين وهو الذي يجعل العقل يستهلك ما سبق من الغداء و يغذي العقل بمنتوج غدائي ينفع المجتمع أكثر وهو القراءة أو المطالعة

المطالعة يابني (بعد أن يشرب كأس ماء) عفوا !! هي غداء جميل و صحي مئة بالمئة للعقل يجعله نشيطا يقوم

بنشاطات جميلة نافعة للفرد و مجتمعه

المطالعة هي أخد كتاب أو قصة أو مقالة أو جملة و قراءتها في النفس أو تسميعا و العقل يستوعب هذه القراءة فيخرنها كنتيجة للقراءة

و المطالعة كما يعتبرها الجميع ليست هواية بل عادة فهي مهمة للإنسان و العقل خاصة

و إنه لجميل و مفرح أن أجدك يابني تعتاد كل يوم تقرأ شيئا من العالم الثقافي و أنصحك بنصيحة صغيرة

لا تقل أنني أعلم بل قل إنني لا أعلم لكي تتعلم

و لا تترك تلك المعلومات في عقلك

بل انشرها و خد الاجر معك و ان

صح و خاطب الناس تفلح بإذن الله

إذن المطالعة هي غذاء العقل و الفكر معا

فقد صدق من قال : وخير جليس في الانام كتاب

فإن كان وقتك فارغ يا بني إذهب إلى الكتاب و اجلس في مكان هادئ بعيد عن الضجة و اختل بالكتاب تفلح إن شاء الله

و أكثر من اختلى بالكتاب هو الجاحظ الذي جحظت عيناه من كثرة القراءة و قد مات من العجب سبحان الله و هو يقرأ

اللهم اجعلنا من الذين دائما يقرؤون

قال الله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)

((عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعلم

فالله أوصانا و أمرنا بالقراءة لأنه أنزل أول آية هي اقرأ و قد ذكر القراءة في القرآن الكريم في كثير من المواضع لفضلها و مكانتها فبدون القراءة ما دخل الكثير في الإسلام و ما نشأت الثورة الصناعية و الاستعمارية الأوروية وما نهضت الحضارات القديمة من سباتها عندما كانت تعتمد على الجاتب العسكري فبعد قراءتهم لحضارة العرب نهضوا من السبات العميق و أنشؤوا حضارة مبنية على العلم و الثقافة فبالعلم تدوم الحضارات و بالقراءة تقوى الأمم