كثيرًا ما نُكوّن أحكامًا مسبقة عن الآخرين ونأخذ نظرة عنهم سواء إيجابية كانت أم سلبيّة لمجرّد سماعنا أحدهم يتحدّث عن شخصٍ ما أمامنا فتتكوّن لدينا فكرة مسبقة لا إردايًا عن هذا الشّخص، فإن كانت بالإيجاب فهو إذن محظوظ أمّا إن كانت بالسّلب وهذا ما أودّ التّركيز عليه في حديثي هنا فإنّه عادة ما يكون حكمٌ جائر ، لأنّه ببساطة حُكِم عليه من طرف واحد نَقَلَ لنا نظرته أو تجربته مع هذا الشّخص وعمّمها على من حوله.

في هذا الصّدد أذكر مثالًا وتجْرِبة لي في الجامعة حينما كنت أسمع طوال الوقت عن معلّم معيّن بأنّه سيء ولا يحترم طلّابه ودائِم الإهانة لهم في الفصل. ذلك الحديث المتكرّر عنه جعلني أخافه ولا أرْغب في حضور محاضراته حتّى قبل التّعرّف عليه وعلى أسلوبه في التّدريس. إلّا أنّه كان لِزامًا عليّ الحضور لأنّ مادته إجباريّة. تفاجأت به كثيرًا وبأسلوبه الرّائع والمتميذز بالتّدريس.. تفاجأت باهتمامه بِتطويرنا وتحسين أدائنا الدّراسيّ واحترامه لآرائنا ووجدت فيه تمامًا عكس ما يقولون.

نحن بطبيعتنا نتأثر بما يُقال عن الآخر أمامنا، بقصدٍ أو بغيرِ قصد. لذلك يتولّد لدينا شعور بالنّفور أو الإقبال بحسب ما قيل. ليس دائمًا ما يقال صحيحًا بغض النظر عمّا إذا كان الكلام سيئًا أم حسنًا، لكنّ الظّلم كل الظّلم عندما نحكم على أحدهم بما ليس فيه وننقل فكرة سيئة عنه لمن حولنا .

يختلف النّاس في تفكيرهم ونظرتهم للأمور .. فأحيانًا ما تراه بعينك سيئًا يراه الآخر حسنًا والعكس (ليس في كل الأمور بالتّأكيد).. الخلاصة، في بعض الأحيان يكون من الأفضل أنْ ندع الآخر يجرّب ويحكم بنفسه ويكوّن رأيه ولا داعي أنْ ننقل تجاربنا السلبيّة ونتسبّب بِظلم اي أحد دون أنْ نقصد.

ماذا عنك؟ هل أنت من النّوع الذي يحكم على الأشخاص الذين لم تقابلهم من قبل بحسب ما تسمع عنهم؟ أم أنّك تفضّل أن تتعامل مع الشّخص وتحكم بنفسك؟ هل تتأثّر بما قد يقال عن أحدهم أمامك "سواء سلبًا أم إيجابًا"؟