فترة بقائي في المنزل تعدت الشهر بقليل الى الان، وعلى الرغم من كوني معتاداً على البقاء في المنزل لفترات طويلة، طويلة حقاً "اشهر ربما"...

الا انني قررت هذه المرة ان اغير من بعض العادات التي كنت اتبعها في نظامي اليومي، أولا كوني سأبقى في المنزل كثيرا ولمدة طويلة، ثانيا سوء الصحة الناجم عن الاسلوب الغذائي السيء، وغيرها.

تحدثت سابقاً عن النظام المالي الذي اتبعته في هذه الفترة، نظام ال3$ تحديداً، وكيف استطعت تدريجيا ادخال عادات صحية غذائية جيدة في النظام، الطبخ، الفواكه، وغيرها.

في هذا الموضوع سأشارك تفاصيل أكثر حول النظام اليومي، اسلوب الحياة الذي اتبعته بعد عطالتي عن العمل، وكيف أفادني ذلك في حياتي الى حد ما.


كنت ادخل عادة صحية ومفيدة الى نظامي اليوم كل 7 أيام تقريبا، والتحدي كان المحافظة على العادات القديمة مع اضافة العادات بشكل مستمر، ونجحت في ذلك الى حد كبير

العادة الصحية الاولى: المشي

حسناً لن ابالغ واقول انني امشي كل يوم، اصبحت تقريبا امشي كل يومين او ثلاثة ايام مرة لمسافة 4 كيلومتر، ما سهل الموضوع حقاً هو كون قريبي يسكن معي في نفس المنزل ويدفعني للخروج في كل مساء لتغيير الجو والمشي.

كانت هذه اول عادة صحية اكتسبتها، اصبحت انزل للمشي مسائا كل يومين او ثلاث ايام، لا شيء مميز، فقط المشي الاعتيادي، استنشاق الهواء النظيف، والاستمتاع بعيدا عن الانترنت والهاتف المحمول.

العادة الصحية الثانية: شرب الماء

بعد ان كنت اقضي يومي كاملا دون تذكر شرب الماء سوى مرة قبل النوم "كوب واحد لا يتعدى ال200 مل" واعتمادي الكامل على المنبهات "كولا - عصير - شاي - حليب" اصبحت اشرب على الاقل ليترا من الماء، نصف لتر عند الاستيقاظ ونصف مساءً.

اجبرت نفسي في الفترة الاولى على العادة الى ان اصبحت من اساسيات الحياة، وانعكس التأثير طبعا على صحتي الجسدية بشكل جيد، اضافة الى النوم الهانئ.

العادة الثالثة: القراءة، القراءة، والمزيد من القراءة

ليست قراءة الكتب تحديدا فهي تستهلك الكثير من الوقت، وبالكثير من الوقت اعني انني لا املك رفاهية البقاء جالسا دون مقاطعة لاي سبب كان لساعتين متواصلتين، لذا تخليت عن فكرة قراءة الكتب بشكل شبه كامل.

توجهت لقراءة المقالات بشكل مكثف اكثر من السابقة، اذ كانت اصلا عادة قراءة المقالات موجودة لدي، ولكن ما فعلته هو انني بدأت بقراءة مقالات خارجة عن مجال اهتمامي وباللغة الانجليزية.

من الطب والى الاقتصاد وليس انتهاءً بعالم الحيوان والحضارات الاخرى، وهو ما وسع مجال التفكير بشكل كبير اضافة لقاعدة المفردات الهائلة التي اكتسبتها من المقالات الاجنبية.

العادة الرابعة: الكتابة

بشكل واضح طبعاً، انتقل رصيدي من المقالات الشخصية والموضوعات المتنوعة المكتوبة من صفر الى مئة وزيادة خلال شهر تقريبا... الامر اسهل مما يبدو عليه: ثلاث مقالات في اليوم تكفي وزيادة

لا يمكنني احصاء الفوائد التي اكتسبتها من الكتابة خصيصا عن التجارب الحياتية والمواضيع الثقافية المنوعة بعد ان كنت احجز نفسي في المواضيع "التقنية" التي لا محل لها من الاعراب

هذا احد اول مواضيعي هنا، وكان تقريبا مشواري لكتابة كل ما يدور في بالي ومشاركته مع العالم فيما يبدو كفكرة متطرفة الى حد كبير.

العادة الخامسة: الابتعاد عن المشاكل الاجتماعية

بعد العيش لفترة لا باس بها في جو متوتر اجتماعيا "لاسباب متنوعة" وخروجي من هذا الجو، كان انجازي الاكبر في هذه الفترة هو ابتعادي عن كافة الاشخاص الذين كانوا يسببون المشاكل في حياتي بشكل او بآخر، دون استثناء.

كان قرارا صعباً وقد كلفني كثيراً للصراحة، ولكن كانت تضحية يجب القيام بها.

انجازي في هذه الفترة هو انني تخلصت من الارتباطات هذه نهائيا، لم اعد اتواصل مع الاشخاص الذين كانوا يسببون لي المشاكل، وخرجت من الجو المسموم دون عودة باذن الله

العادة الخامسة: انجاز المهام -> لا للاكتئاب

اصبحت قيمة تنهارة تعتمد كليا على مدى الانجاز الذي اقوم به يومياً، سواء كان الانجاز شخصياً، برمجياً، كتابياً، او من مهام الحياة الاعتيادية... الشعور بالانجاز وتحقيق هدف محدد كل يوم يجعلك أكثر تماسكا واتزانا وبعدا عن الاكتئاب.

في الحالة الاعتيادية، الوحدة والبقاء في المنزل من أقوى اسباب الاكتئاب، ولكنني تفاديت ذلك الى حد كبير عن طريق الشعور المستمر بالانجاز، اضافة الى دعم الناس الذين احبهم بشكل مستمر رغم البعد الجغرافي :)


هذه هي تجربتي بشكل عام، هل مررت بما يشابه حالتي في وقت سابق من حياتك؟ وما هي العادات التي أضفتها او تتمنى اضافتها لنظامك اليومي؟