هل أنت سعيد ؟ هل تعيش حياة سعيدة؟ ما السعادة بالنسبة إليك ؟


التعليقات

بخصوص السؤالين الأولين يمكن الاجابة عليهم في حالتي الشخصية بنعم والحمد لله، ان كنت تبحث عن تجارب شخصية فربما عليك ان تتعرف على اناس سعداء.

لا يحب الناس ان يصفوا ما هم عليهم أنه وضع سعيد، تعتبر السعادة لدى البعض : انها مجرد سذاجة لان هؤلاء السعداء ببساطة- في رأي هؤلاء- يتجاهلون الامور الفظيعة التي تحدث في العالم. هناك اقتباس شهير للحكيم تولستوي يقول فيه ( وهو بداية احد اشهر واعظم روايات العصر الحديث أنا كارنينا ): "كل العائلات السعيدة تتشابه، لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة." إذن بهذا المفهوم السعادة متطابقة وهي شيءمتشابه انه يشبه لباس العيد الذي لا تريد أن ترتديه ولو انه جيد الصنع جدا ومريح لأن الجميع يرتدي مثله، بينما التعاسة تعبر عن الخصوصية فالتعيس بتباكى عادة ويقول الجملة المشهورة ( لا أحد عانى ما أعانيه ولا احد يفهم مشاعري وألمي ) ببساطة لأن التعاسة تجربة ذاتية خصوصية معينة بينما تعتبر السعادة فعلا في غالبه انفعالياً يتم (مع ) شيء أو شخص ما بينما التعاسة لا تحتاج ذلك.

اذن هنا تعرف لماذا لا يحب الناس عادة ان يصفوا أنفسهم أنهم سعداء. السعادة مطابقة وهي تمثل للبعض سذاجة يجب الابتعاد عنها لانها تعتبر وصفا للقطيع الجاهل، الحمل او الكبش الذي يسمّن كي يحز عنقه في النهاية، خذ مثلا حديث سيدنا النبي محمد عليه السلام الذي يقول لنا لَوْ تَعْلَمُ الْبَهَائِمُ مِنَ الْمَوْتِ مَا يَعْلَمُ ابْنُ آدَمَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْهَا سَمِينًا " بمعنى انها لو عرفت ان نهاية حياتها هي الموت لم تكن لتأكل بهذا النهم وتمارس رغباتها و بدل ذلك ستغتم وتقلق وتضعف! لهذا معظمنا يرى ان الحيوانات سعيدة جدا لقلة معرفتها وفقدانها لبعض مقومات المعرفة التي تجعل السعادة متعذرة لكن سيدنا النبي عليه السلام يقول ان الموت بوابة فقط لعالم اخر لا نهائي الزمان وبما اللانهاية ناقص تريليون تريليون سنة يساوي اللانهاية فلا مجال للمقارنة بين الآخرة والدنيا فالعمل من المفترض ان يكون للاخرى حتى لو كنا هنا في الاولى. ولهذا حتى لو كنت سعيدا الان ألف سنة فلا اهمية لها ما لم تكن سعيدا هناك لهذا المفهوم الإسلامي عن السعادة مرتبط دوما بالنهاية وبالاخرة لهذا هناك كلمات مثل ( لا شقاء بعدها ابدا ) لا ضمأ بعدها ابدا الخ ...

ما السعادة بالنسبة إليك ؟ هي أن تقنع بما لديك وتشكر الله وتحمده على نعمه. رضاك بالوضع، استفادتك القصوى منه في نفع نفسك والآخرين قدر الإمكان.

من الاسباب المعروفة للتعاسة والاكتئاب هي عدم فعل الخير بشكل كافٍ ومن تجاربي الشخصية لم أر أبدا انسانا يدوام فعل الخير والتصدق تعيساً ربما تعاسته تستغرق كل ستة اشهر ثلاثة ثواني فقط وتكون كتذكير كي يتحفز لفعل خير أكبر.

السعادة كمفهوم انساني عام غامضة كأي مفهوم آخر لهذا يضطر الانسان الى رؤيتها في الآخرين. او الاشياء او الحيوانات لما ترى السعادة ستعرفها لكنك لن تستطيع تعريفها ومهما سردت ورويت من مواقف فإنك ان لم تلامسها في عيون وتصرفات انسان فلن تعرفها . فهي تُعرف ولاتعرّف . لذلك لأكبر قدر ممكن من السعادة افعل ما يسعد الآخرين وعبر انعكاس سعادتهم على حياتك ستغمر بالسعادة وستعرفها بشكل يقيني.

الآن لو تابعت كلامي لهذا السطر سأسالك: والآن من هو المتفضل الأول ومعطي النعم وفاعل الخير وبيده الخير ومانح السعادة لكل الاشياءِ، هو طبعا دون شك الله. فإذن انعكاسات سعادات العالمين كلها تعود إليه (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ) والسعادة أمر من الأمور.

مما تأتي السعادة ؟ اظن انها تأتي عندما يشعر الانسان بالسلام مع نفسه .. وضعه .. انجازاته .. اطمئنانه للطريق الذي يسلكه .. عندما يحس ان ايامه لها معنى .

قد تجد اشخاصا بظروف مثالية - بالنسبة لغيره - لا يذوقون طعم السعادة .. ذلك لان الانسان دوما في البحث عن التالي .. هو في الحقيقة لا يلقي بالا للشوط الطويل الذي قطعه .. بل يهتم فقط لحاضره ومستقبله .. ويعتقد اذا لم يكن حاضره مبهجا فان مستقبله لن يكون الا كحاضره .

بالنسبة لي سعادتي مرتبطة بالعطاء .. اذا شعرت اني فارغه فلن اتمكن من العطاء .. اذا لم اقم بالعطاء .. فانا زائدة على الدنيا .

من 1 الى 10 , يؤسفني ان اقول 1 .. هذا الواحد لانني اتنفس ولانني مازلت على ملة الاسلام ولان وجود يسعد امي .. الحمدلله .


قصص وتجارب شخصية

شارك كل ما يحدث معك من قصص وتجارب حياتية مفيدة، واقعية، وغير منقولة. مشاركتك هذه قد تلهم الآخرين، وتنقذ حياة شخص ما.

76.8 ألف متابع