ذهبت من فترة مع زوجتي نزور شقيقتها وزوجها العائد من السفر بعد غياب ثلاثة أعوام أو يزيد. فأشفقت على ذلك العائد وعلى ابنته وابنه الصغيرين! فهما لا يكادان يعرفانه أو يعرفانه ولا يتعاطيان معه بمشاعر الأبناء مع آباءهم. لا اجد في اقترابهما أو نظراتهما دفء المشاعر الحميمية التي تقوم بين الآباء والابناء! معاملة جافة من قبل الأطفال وكأنه غريب عنهم! هذا خطأ جسيم فهو لا يكاد يخبر مشاعر الأبوة وهما لا يكادان يخبران مشاعر البنوة!
هنا ثار في نفسي سؤال: هل جلب الأموال يعوضنا عن دفء تلك العلاقة؟! فأنا أجد متعة لا نظير لها في مناغاة ابني الرضيع. إن ابتساماته وحركات قدميه الصغيرتين وقبضتي يديه واصواته الطفولية التي تدل على أنه شبعان وسعيد تسعدني سعادة لا تصفها الكلمات!
إن التماعة عينيه وهو يشيعني بنظراته حينما انهض من جانبه والتفاتاته الي تُشيع في نفسي بهجة لم أخبرها من قبل! أن أرى طفلي يدرج امامي يوماً بعد يوم واشارك في تربيته ينضجني نفسياً ويريني بعدا آخر للوجود ما كنت أراه لولاه. كل ذلك يمنحني زادًا من الحياة والشعور بالحياة لا يعوض برأيي.
التعليقات