مررت بتجربة مشاعر متناقضة تجاه إحدى قريباتي، حيث كانت هناك مشاعر جميلة وحب لها في بعض الأحيان، ولكنه كان يتخلله أيضًا شعور بالكراهية بسبب بعض المواقف السابقة التي لم أتمكن من نسيانها، كانت تلك المواقف قد تركت أثرًا في قلبي، وجعلتني أشعر بالغضب والخذلان، لكن في نفس الوقت كان هناك حب يربطني بها بسبب ذكريات الطفولة الطيبة التي عشناها معًا في الماضي ورغبة في الحفاظ على الروابط العائلية، كان الصراع الداخلي بين مشاعر الحب والكراهية يعكر صفو تفكيري، ولكن بدأت أدرك أن تلك المشاعر تعكس صراعًا داخليًا لم أتمكن من حله بعد. برأيكم هل من الممكن أن نحب شخصًا ونعاديه في نفس الوقت مع التوفيق بين مشاعرنا المتناقضة؟
الحب والكراهية تجاه نفس الشخص قد يعكس صراعًا داخليًا لم تتمكن من حله بعد
أعتقد أنه من الطبيعي أن يكون عندنا مشاعر متناقضة تجاه بعض الأشخاص، خاصة إذا كانوا جزءًا مهمًا من حياتنا وكان لهم تأثير كبير في الماضي. المشكلة تكمن في عدم قدرة الشخص على فهم هذه المشاعر المتناقضة وكيفية التعامل معها. ممكن نحبهم بسبب الروابط العاطفية والماضي الجميل، وفي نفس الوقت نكره بعض تصرفاتهم أو مواقفهم اللي أثرّت فينا. الحل هو أن نتعامل مع هذه المشاعر بصدق ونحاول التوصل لحل داخلي نقدر نتقبل به التناقضات دي
الأمر داخلنا يشبه الميزان، إما أن ترجح كفة الحب أو الكره الرضا أو السخط الخوف أو الأمان، لكل شعور هناك مقابله وترجح الكفة حسب ما نستقبله، وهذا ما يفسر برأيي تقلبات الشعور بين المحبة والكره.
فعلى حد وصفك تارة هناك حب وتارة كراهية، وهنا عندما تزداد الألفة والمواقف الجيدة ترجح كفة الحب والعكس صحيح، ونحن لنا تحكم كأن نسمح بمغفرة المواقف السيئة فتفرغ كفة الكره أو نركز عليها حتى تتفاقم وتغلب علينا
المشكلة أن كفة الكراهية هي التي تزداد مع مرور الوقت نتيجة مواقف سيئة، وأخشى أن تسيطر هذه المشاعر السلبية عليّ وتغطي على لحظات الحب والألفة السابقة، كلما سمحت لنفسي بالتركيز على الأذى أو الألم الناتج عن تلك المواقف، تصبح كفة الكراهية أثقل، مما يهدد استقرار علاقاتي وتوازني الداخلي، لذلك أعتقد أنه من المهم أن أكون واعية لخطورة ذلك وأن أسعى لفتح المجال للمغفرة والمسامحة حتى أتمكن من إعادة التوازن والسماح لمشاعر الحب والرضا بأن تغلب.
لقد مررت بتجربة مشابهة تجاه اكثر من شخص، لكني أعتقد حقا ما يرجح كفة حبنا او كرهنا هي طبيعة معدننا في النهاية،
فيمكن ان تجد من يحقد ويكره من اول زلة، بل قد يظل يذكرك بها كل مرة حتى لو اعتذرت
وقد تجد ايضا من اذا اسديت اليهم معروفا واحدا فقد ينسيهم ذلك كل زلاتك
يعني أن امر التعامل مع هذه المشاعر المتناقضة يعتمد على طبيعة شخصيتنا نحن بالنهاية، أكثر من التأثير الحقيقي لأفعال الشخص الاخر علينا حقا!
فيمكن ان تجد من يحقد ويكره من اول زلة، بل قد يظل يذكرك بها كل مرة حتى لو اعتذرت
هناك أخطاء لا يمكن نسيانها حتى إذا حاولت أو وجدت الكثير من الأشياء الطيبة من نفس الشخص فيما بعد، فبعض المواقف تترك أثراً عميقاً في القلب والعقل وقد يكون من الصعب تجاوزها، حتى مع محاولات الشخص للتعويض أو تقديم حسن النية، في هذه الحالة لا يتعلق الأمر بعدد الأفعال الطيبة، بل بتأثير الخطأ نفسه ومدى تأثيره على الثقة والعلاقة بيننا وبين الشخص الآخر.
بتأثير الخطأ نفسه ومدى تأثيره على الثقة والعلاقة بيننا وبين الشخص الآخر.
في مثل هذه الحالات من الأخطاء الجسيمة لا اعتقد اننا سنصف مشاعرنا نحوهم بالتناقض أكثر من غلبة مشاعر الكره أو الغضب او خيبة الامل على المشاعر الاخرى الطيبة. هناك اخطاء كما قلت طبعا حتى لو خطأ واحد لكن تأثيره زعزع الثقة او دمر العلاقة بشكل كامل، هنا لا نقول اننا نحبهم ونكرههم في نفس الوقت بل نحن حقيقة نكرهم او على الاقل لانحبهم ولا نفضلهم، وإن كان من ذكريات اخرى طيبة معهم فهي من باب حفظ الود لا أكثر
بالفعل من الممكن أن نحب شخصا ونعاديه في نفس الوقت، خاصة عندما نمر بتجربة عاطفية معقدة. الصراع الداخلي الذي نشعر به في هذه الحالات غالباً ما يكون ناتجاً عن التضارب بين الذكريات الطيبة والمواقف التي تسببت في الألم. في مثل هذه الحالات، يكون التحدي الأكبر هو التعامل مع المشاعر المتناقضة ومحاولة فهم جذورها. قد يساعد التركيز على الشفاء الداخلي والتعامل مع الماضي بشكل إيجابي على الوصول إلى نقطة توازن، يمكننا فيها الحب مع الاحتفاظ بمسافة أمان لحماية أنفسنا من الأذى السابق
التعليقات