السر و الانتحار

يا أخي ليس كل ما يحدث في الدماغ هو ظاهرة روحية، و ليست الإضطرابات النفسية كفرا و قلة تدين و إيمان ، فأنا أعرف من هو متدين بشدة و لازال يعاني من الوسواس القهري.

الدين قد يكون عنصرا مساعدا و لكنه لا يضمن أي علاج.

لا اعلم كيف صبرت وتحملت هذه الصعاب لقد ادركت برغم ضعف نفسيتي اني اصلب من الصخر .

حقا يا أ. مصطفى لا تعلم كيف صبرت؟ لقد صبرّك الله. والحمد لله انك وجدت ضالتك المنشودة بعد كل هذه السنوات في القرب من الله، بصدق وباخلاص ويقين، وهو والله اعلم ما كنت تفتقده في بداية الرحلة.

حمدلله على سلامتك

نحن ندعو الله ولا نعلم ان كان سبحانه اجاب دعوتنا ام لا، ونتصور من تسرعنا انه لم يجبها، فنضجر ونتألم وتزداد اوجاعنا، ولو علمنا الحكمة لصبرنا، الصبر الجميل، ولوصلنا لمبتغانا بشكل اسرع وأجمل.

تأمل : لو أجاب الله دعائك بالتعافي على يد الاطباء وجعل الشفاء في الدواء، ما كنت عرفت الان لذة القرب من الله . اي ان ألمك وتعبك كان لحكمة وكان لصالحك، حتى ان الله صبّرك وصرفك عن فكرة الانتحار حتى لا تموت كافر بنعمته، نحسبك على خير ولا نزكي على الله احدا.

اشكر لك ايضا انك في النهاية لجأت لأمك، وهو ما نفتقده في شباب هذه الايام، فيعتقدون أن الأم موضة قديمة وهي لا ترعف مثل الدكتور فلان والاستاذ علان ووو ... مع إنها تعرف أكثر منهم بكثير، لقد اختلطت عندها خبرة الحياة بالحب الأمومي الطاهر فيتحقق الشفاء والنجاة من نصيحتها ومن حبها ومن دعائها لك. فليت جميع الابناء يبحثون عند أمهاتهم قبل البحث على النت او عند الاصدقاء أو كذا أو كذا.

تعقيب اخير على كلمتك :

اعرف ان المقال كبير وممل

المقال كبير ، ولكنه ليس مملا أبدا، بالعكس لقد اكملته حتى النهاية بكل امتنان، شكرا لقلمك ونصيحتك وصدقك.

والحمد لله على سلامتك مرة اخرى.