فى تلك الأيام ينتشر مرض خطير جدا وهو وهم المثالية والكمال .
مرض لا يفرق بين كبير أو صغير .ذكر أو أنثى أو غني أو فقير . يصيب جميع القارات بلا استثناء .
خصوصا مع انتشار المثالية الوهمية على مواقع التواصل الإجتماعي .
وكأن ذلك هو الطبيعي .
تفقد متعة ما تفعل تجري وراء الوهم . تظن أنك اقتربت منه ولكن كلما اقتربت ابتعد أكثر .
تفقد المتعة بأبسط الأشياء .
لن أستطيع أن أقول أنني شفيت تماما من ذلك المرض .
ينبع هذا المرض من الشعور بأننا نستحق جدًا، لم تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للأفراد بأن يمارسوا هذه المثالية فحسب، وإنما قد عززت لديهم هذا المرض أيضًا، فهي تداوم على طرح النماذج المدهشة والتي لا تمثل من المجتمع إلا نسبة قليلة جدا لا تتجاوز 2%، أصحاب الشهرة والسيارات الفارهة، كما أنها تطرح أشكال كثيرة لتنمية الذات والتعلم، وهذه ميزة، لكن لها عرض جانبي، وهي أنها تجعل اللعاب يسيل على كل شيء، وتجعل الفرد يشعر بأنه ناقص طالما لم يتعلم كذا ولم يحصل على كذا.
يعتقد الإنسان بأنه يستحق أن يكون الأفضل بين أقرانه، وأن يراه الناس بأنه مثالي ورائع، فيثيرون السخرية عبر نشر صورهم وكتابة حكمة لم يكتبوها، أو يصفون أنفسهم بما ليس فيهم، ويصدقون أن هذا فيهم، ولذلك فإنه من أهم سل العلاج أن نتوقف عن استخدام السوشيال ميديا لفترات طويلة، وأن يكون استخدامها ثانويًا.
أحب أن أضيف أن المثالية لها وجهين سيئين
أما أنه يستحق الأفضل في كل شيء عن من حوله وهنا الوصف أقرب للنرجسية
أما أغلب المثاليين الذي أعرفهم يقتربون من العكس تماما أنهم لا يستحقون أي شيء وشعور شبه دايم بالإحباط وعدم تقدير أي إنجاز صنعوه لأنهم دائما يرون ما لم يصنعوه
يتمادى الأمر ببعضهم لكراهية أنفسهم ومن ثم حياتهم تصبح الحياة سوداوية للغاية بهذه الأفكار
وليس مجرد الطمع في كل شيء
ممكن سؤال هو لو انا عايزه ابقى جميلا سواء شكلا او من برا يعني يعني جميله كا شكل معين في دماغي زي جمال معين زي الجمال الطفولي مثلا عايزه ابقى احسن حد فيه مثلا وعايزه ابقى شخصيتي جميله ومحترمه متغلطش في حد وعايزه اكون غنيه مستوايا الاجتماعي كويس ومتجوزه من حد نفس الشي مستواه كويس ومحترم وبيحبني وغني برضو ابقى كدا نرجسيه ولا لا الموضوع مش موضوع استحق الموضوع موضوع ان نفسي كل ده يتحقق فعلا هل كدا انا نرجسيه ارجو الرد ارجوكي
أسفة لو إتأخرت فى الرد لأن لسه شايفة الرسالة دلوقت .أول حاجة مفروض تعرفي الفرق بين النرجسية وبين الاستحقاق وبين السعي إلي المثالية وبين التمني .
أولا النرجسية هو حب النفس المبالغ فيه لدرجة إنك متشوفيش حد غيرك يعني فى وجهة نظرك أنك عمرك ما تغلطي .رأيك دائما صح وبس .أنت للي مفروض الاهتمام موجه ليكي علطول .إن مفيش حد زيك علي كوكب الأرض .أنك تحبي تسيطيري علي الأشخاص للي حواليك .وتخليهم يحسوا بمشاعر مختلفة اتجاهك وأنهم يتعلقوا بيكي .
الاستحقاق : وده شعور لازم يكون عندك كل إنسان وهو أنه يشعر أنه يستحق كل شئ حلو .لأن فى ناس شايفة أنها مستحقش أنها تتنفس أصلا وده بسبب تدني فى مفهوم الذات والاستحقاق مختلف عن النرجسية لأن مفروض الإنسان يكون عايز كل ما هو جميل لنفسه
السعي إنك تحاولي تحسني من نفسك فى كل حاجة سواء الشكل واي حاجة تانية بس أنت عارفة ومتقبلة إن فى نقص وده طبيعي لان الكمال مش وجود والسعي ليه وهم .
المثالية : أنك عايزة كل حاجة تمشي بالساعة وده عمره ما بيحصل .لأن فى ظروف حاجة عن إرادة الإنسان والفكرة إننا نتقبل كل حاجة فى حياتنا وفى نفس الوقت نحاول نطور ونصلح ونغير ونعرف فى الآخر إننا بشر بنتعب ونزعل وتحزن ونوقف ونكسل ونحاول تاني وثالث وأننا بنمر إنتكاسات ولازم نتقبل كل ده لان الرفض يزود المشاكل .
أتمني أكون وضح ليكي إجابة سؤالك
اعرف ولكن فتاه قالت في التعليقات ان المثاليه لها وجهين وهو انني استحق كل شي وهذه نرجسيه
ولكن انا شخصيا أرى انني اريد اشياء كثيره واتمنى اشياء كثيره فانها مثاليه ام نرجسيه لانني اريد ان افهم شخصيتي أيضآ لااني تعبت جدا اريد اشياء جميله واتمنى اشياء تحدث لي وفي نفس الوقت اتمنى ان لا اوذي إحدى هل هذا طبيعي؟
طبيعي إن أي إنسان يريد الأشياء الجميلة لنفسه .
وجميل أن أي إنسان يشعر بالاستحقاق ومفهوم الذات يكون عالي عنده .لأن عدم الشعور بالاستحقاق وتدني مفهوم الذات شئ مدمر لكي شئ .
من منا لا يريد أن تكون حياته جميلة وأقرب إلي المثاليه .وهذا ليس نرجسه .النرجسيه شئ آخر ممكن تبحثي عنه .المثالية إذا إزداد السعي إليها لدرجة أنك لا تستطيعين فعل أي شئ بسببها .فهذه علامة غير صحية
صحيح كلامك جميل شكرا جدا ولكن لدي سؤال اخير وا؛ له لو طولت
زياده المثاليه عن الحد هل هي اضطراب في الشخصيه وما اسم الاضطراب؟
شكرا .يا صديقتي على السؤال .الفترة الفائتة .كنت يجب أن أعيد التفكير وان اتخلي عن بعض الأشياء .أقصد المثالية المفتعلة والتي يحاول الناس وقائدها فى وسائل التواصل وهي المعيار للنجاح
الرغبة في الوصول إلى المثالية تملك وجهين، وجه ايجابي وآخر سلبي.
بالنسبة للجانب الايجابي فإن السعي للمثالية قد يكون حافزا مهما للتحسن والتطور، وبالتالي فإنه مفتاح جيد للنجاح والتقدم.
أما على الجانب السلبي فإن الرغبة في الوصول إلى المثالية قد تتحول إلى هوس، وتنعكس بطريقة سلبية على تصرفات الأشخاص وصحتهم النفسية، وغالبا ما تنحرف الرغبة في الوصول إلى المثالية إلى الجانب السلبي بعد المبالغة في تعريف مفهوم المثالية واعتماد ماتعرضه مواقع التواصل الاجتماعي ونماذج المشاهير من الناجحين كمصدر لتعريف المثالية.
نعم مرض منتشر إن صح تعريفه كمرض فهو أقرب إلى أن يكون فكر مغلوط يسيطر على الأذهان وينتشر بكثافة في المجتمع مما ينعكس على سلوكيات الأفراد وصحتهم النفسية وبالتالي الجسدية أيضا
لم أعرف عنه وأني مصابة به إلا قريبا من قناة على اليوتيوب لسحر النادي فديو بعنوان المثالية المفرط
أنصح بسماعها بالمناسبة
وفي أثناء تعديلي لمسار أفكاري للخروج من ذلك الفخ أجد أن عدد أكبر من الناس يسقطون فيه
أزمة حقيقية
سؤال يواجه الذات ويضعها امام تحدي نفسها وسبر اعماقها.. ويعتمد مدى الشفاء على مدى الشفافية. هل يا ترى يتشارك البشر بسبب طبيعتهم بهذه السمة او (المرض) كما ذكرتك حضرتك.
سأقترح فكرة وجود هذه السمة بتماسك وتلاصق عجيب بالنفس البشرية عندما تتخذ من نفسها المعيار بكل امر .. ما يضعها امام احتمال وجود هذا المرض و تغلله بمستويات مختلفة.
لكن هناك نوع آخر من الكمال. لابد ان يسعى الانسان له.و اترك الاجابة مفتوحة لجميع الاصدقاء.
نعم الانسان داخله يبحث عن الكمال روحه معلقة بالسماء وإن كانت قدميه ملتصقة بأوحال الأرض
وفي كثير من كتب التصوف والفلسفة كان ذلك الصراع هو المحور الأساسي فكل متعة وجمال في حياة الانسان ناقص، والكمال مطلب غير متوفر
ولنفس سوية وفي وجهة نظري الشخصية من خلفيتي الدينية أن الله سبحانه وتعالى الوحيد الذي يخرجنا من ذلك الشعور الضيق
أي شخص لديه صراحة مع نفسه سيعرف عاجلا أو أجلا
أنه ضعيف..وكل من حوله كذلك ..لكن الله ربي هو القوي
وانه جبان وانه كسول وانه بخيل
طبعا الصفات متفاوتة من شخص لأخر وحكمنا على الصفات مختلف أيضا حسب ما نقارنها به
لكننا متفقون على نقصنا كبشر ولا يخرج من هذا الاستثناء الا بعض أصحاب اضطرابات الشخصية الأخرى
فتعاملك مع نفسك من نظرة الكمال ظلم لها كما هي ظلم للأخر
أما نوع الكمال الذي يجب أن يبحث عنه الانسان هو حقيقة وجود من تجتمع فيه كل الكمالات الحق الجميل اللطيف العليم الخبير القوي الله سبحانه وتعالى
سمعتُ شيئاً هاماً وأثر فيني وهو كيف لو لم تقضي كل ذاك الوقت في الانستجرام؟ البرنامج الشهير لمتابعة كل شيء مثالي وكله وهم!
وحقاً بعد أن قضيت ذاك الوقت مع نفسي تغير الكثير.. لوقتنا حق وأعيننا حق ونحن أيضاً.
لا شيء مثالي.
أهلًا يُمنى!
أعتقد أن هناك خطوة يجب أن تسبق حربك على المثالية.
أشرح قصدي: المثالية هي مقياس الإقتراب من " المفروض"، والمفروض هو من صنع العادات والأغلبية، أو بترويج من شركات يدر لها هذا " المفروض" مالًا.
مستحضرات التجميل زادت مبيعاتها بعد إستحواذ فيسبوك على إنستغرام، " فالمفروض" صار وضعها.
قبل حربي وإياكِ على المثالية، يجب أن نحارب هذا " المفروض"، نكسر تلك التابوهات، نمارس الغير مفروض بتكرار، وأن نجرب كل شئ كما نريد تحن أن نجربه.
التعليقات