فى أحد المطارات جلست بجوارى فتاة سمراء جميلة جدا ،شعرها حريري ينسدل حتى اسفل ظهرها ، عيناها واسعتان كعيون المها ،طويلة العنق ، كانت تجلس بجوارها فتاة علمت فيما بعد انها اختها ، كانت تتحدث الإنجليزية بطلاقة ، تعارفنا ،تجاذبنا اطراف الحديث العابر ،كانت ذات الثمانية عشر ربيعا ، نهرتها اختها قائلة :كيف تتحدثين الى الغرباء ؟ سأقول لأمى ! ، مضت دقيقة حتى حضرت والدتها وسألتنى ماذا تريد منها ؟ هل تريد الزواج بها ؟

قلت : إنما كنت أسالها عن تكلفة السفر من وإلى دولتكم.

كانت والدتها ترتدى الزى الوطنى لدولتها وتعلوا رأسها عمامة ، كانت أطول منى بكثير ، خيل لى أن ما بين المسافة بين كتفبها كالمسافة بين المشرق والمغرب ، مالت على واتسعت عيناها ، حتى شعرت بإقتراب أنفاسها الساخنة من جبهتى ثم اردفت قائلة : سأحضر لك والدها ليتحدث معك ....

جاء والدها ،كان رجلا نحيفا ، يتكلم شابكا اصابع يداه وهو يرتدى الزى الوطنى أيضا ، ثوبا أزرق اللون ، ولديه ايضا ما يشبه قبعة الشرطة المدرسية فوق رأسه ، قال فى ادب : اخبرتنى زوجتى انك تريد التحدث إلى .

أعدت عليه من جديد نفس إجابتى السابقة بخصوص تكلفة السفر.

أجاب بنفس الاحترام والادب ، دعوته للجلوس معى انا وابى ، تحدث ابى معه عن دولتهم و رؤساء الدولة السابقين و التركيبة السكانية لدولتهم ، فوجئ الرجل بمعلومات والدى مما دعاه إلى أن يثنى على ثقافة أبى عدة مرات أثناء حديثنا معا ...

وكان لى سؤالا بخصوص مسألة معقدة فى بلدهم ، اعترض والدى على السؤال لما يحويه من إحراج للرجل ..

وكالعادة أجاب فى ادب بالغ رغم صعوبة السؤال .....

نادى المذيع الداخلى للمطار على الركاب ليستعدوا إلى رحلتهم ، عندئذ إستأذن الرجل وغادر تاركا أثرا جميلا....

،