كان لدي صديقة مازالت في إطار المعرفة الشخصية، لم نقطع علاقتنا ببعضنا، في كل مرة نختلف فيها في شيء ما تتعامل وكأنها الأكثر فهمًا والأكثر قدرة على الحوار، تتهم كلام من حولها بالبلبلة بينما لا يجب أن يصفها أحد بذلك، تجر المناقش لكلامها لمنطقة الابتزاز العاطفي وهي تقول أنا مشفقة عليك كم أنت مسكين يا فلان! خدعت كما خدع الناس في كذا وكذا! هكذا حرفيًا يسري النقاش، لا نقاش في الأفكار فقط نقاش في الشخص الماثل أمامها، وفي ماذا فعل! كل مرة كنت انهرها واطلب منها أن تتوقف عن ابتزاز الناس عاطفيًا بهذه الطريقة، واقول لها لنناقش الأفكار ودعك من الشخص أمامك. تقول أن هذا سير طبيعي للنقاش

بالصدفة قرأت أن الحالة التي تعاني منها صديقتي هذه تسمى الغرور المعرفي، التعامل مع الناس من قمة برج وكأنك أنت تفهم كل شيء وتعرف كل شيء، وترغب بتصحيح كل شيء عن أي أحد، أنت الذي يعرف وأنت الذي يفهم ويمكنك فهم ماذا يريد الناس من أول سطر، أو مثلًا كأنك معلم يمسك بالفلكة للآخرين، يخبرهم بشيء ما والعصا لمن عصى، ولو حتى انتصروا عليك في النقش تخبرهم في النهاية ألا يغتروا بهذا فهذه جولة من الجولات!

هل أصبت بالغرور المعرفي سابقًا؟ أو تعاملت مع أحد أصحاب هذه المتلازمة؟ وكيف تجنبت هذا الضغط على الأعصاب؟