كنت صغيرا لا اعرف ما هو الموت ، ولا اعرف كيف يختطف منا أرواحنا، كانت الحياة بهجة وسعادة وأمان كنت اعرف ان من يصنع هذة السعادة هو ابى ، و فجأة كعادتة ودون سابقة انزار أتى الموت واختلف منى الأمان والحنان والحب ، مات ابى ، وتركنى اصارع هذة الدنيا بدون سلاح ، فقد كنت غضا غريرا كغصن وليد تحركة بل تتلاعب به الرياح حيث تشاء، كنت أصغر ابناءة لكن لم يترك لى سند أو جدار احتمى به ، الأخ ليس كالأب كلا منهم سار فى طريقة غير عابئ بذلك الصغير وتلك الام المسكينة التى غدرت بها الدنيا وقلبت نهارها كليل مظلم ، كم مؤلم ان تشعر أنك تقف فى منتصف غرفة ولا يمكنك ان تجد خلف ظهرك حائط يحميك ، كنت أظن أن الأب هو من يجلب المال ،لكن كنت مخطئ ، لأن الأب هو الأمان هو ذلك الحائط القوى الذى يحميك ويعلمك كيف تسير الحياة ،ممن أتعلم ان اواجه الحياة ، مات ابى وترك لى جفاء الأخوة وقسوة الحياة ، اصارع فيها كغريق يود النجاة ، ليته كان علمنى ان الصدق مات والإخلاص مات ، ليته قال لى كن صلبا قويا فالحياة لا تعرف الضعفاء