قالَت ..

قررتُ أن أروي قصتي بعد 7 سنوات من الصراع الصامت مع المرض الذي حاولتُ أن أُخفيه، فلا أحد يفهم مرض غير شائع سوى من يُعاني منه؛ عندما تعلم أنك لن تتعالج ولا يوجد دواء مُجدي لما أنت عليه، كُل ما عليك هو الصبر لأنك على قيد الحياة، والإلتزام بجرعات المسكنات والأدوية التي لا تفعل شيئًا سوى محاولة السيطرة على وضعك الصحي والوقاية من تدهور حالتك الذي هو أمر رئيسي سيحدُث يومًا ما!..

بدأت حكايتي في ليلة العيد، كنتُ كغيري من الأشخاص الذين لم يتوقفوا عن الحركة تلك الليلة للتجهيز للبهجة والإحتفال، نمتُ ككل ليلة عيد ساعات قليلة، واستيقظتُ على ألم في كل جسدي، كأن عظامي تتكسر .. تفاجئتُ حينها أنني لا أستطيع التحرك!

يبدو الأمر بسيطًا، ولكن ما زاده سوء أنني بمساعدة الأخرين لا أقف على القدمين!، مشلولة..

حُملتُ، وُضعوني في سيارة وأنا أصرخ طوال الطريق، ذهبت لطبيب العظام .. بعض الفحوصات، والنتيجة : أنتِ مصابة بعرق النسا، مُسكنات وأدوية وراحة تامة.

وهل يُسبب عرق النسا الشلل؟!

الطبيب: لا هو أمر عرضي ليس أكثر، 3 أيام وينتهي الأمر.. إلتزمي بالدواء.

بالفعل إلتزمتُ بتعليمات الطبيب، وإرتحتُ .. راح الألم في 4 أيام، وفي اليوم الخامس اشتد ولم تعد تُجدي المُسكنات نفعًا!

توقفت أطرافي عن الحركة..

كنتُ في ذهول وصدمة، هل يُسبب عرق النسا الشلل ؟! هل سأعيشُ طوال عمري مشلولة ؟!

طبيب فاشل .. هذا ما ظننتُه، قررت حينها الذهاب لطبيب أفضل.. والنتيجة تشخيص غير واضح!

رحلة طويلة بين أكثر من طبيب، أيام تمر والمعاناة تزيد، حتى قال لي أحدهم بمجرد رؤيته لكافة التحاليل والفحوصات التي قدمتها له " تخصُصك ليس لدينا، ولا نعلم ما تُعاني منه، غالبًا الأمر لا علاقة له بالعظام ومُتعلق أكثر بالأعصاب، سأنصحك بالطبيب " فلان" وما يُمكنني مساعدتك به هو مُسكن به نسبة من المُخدرات لترتاحى !

وهنا انتهت رحلتي مع أطباء العظام، لتبدأ رحلة أكثر عُمقًا في طب الأعصاب ...

يُتبع