من خلال الفترة الطويلة التي قضيتها في المنزل بسبب وباء كورونا وبعيدا عن جميع الأشخاص حتى أفراد عائلتي أيقنت معني العزلة ولم تعجبني كثيرا، خاصة وأنني اعتدت على الحياة خارجا ولم أتذكر أنى بقيت فترة طويلة كهذه أبدا في المنزل.

وهذا ما جعلني أفكر في الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بأكملها بهذا الشكل، عن أولئك الناس المعزولين لوحدهم في أماكنهم الخاصة، بطرقهم وأساليبهم في العيش المختلفة كثيرا عن الأشخاص العاديين.

وقد تذكرت إحدى الواقف التي مررت بها سابقا، ففي الجامعة كانت تدرس معي فتاة انطوائية جدا حتى في العمل المشترك الذي يقدمه لنا الأساتذة تقوم به وحدها أي كانت درجة صعوبته.

في إحدى الأيام تم تنظيم رحلة طلابية مع الأساتذة والادارة في الكلية لأحد الأماكن الجميلة جدا وليس من السهل على الشخص رفض الذهاب إليها، إلا إذا كانت ظروفه لا تسمح بذلك.

عند جمع أسماء الطلاب الذين يرغبون في الذهاب انتبهت أنها (زميلتي الإنطوائية) لم تكتب إسمها، ذهبت إليها لأسألها مجددا فقد اعتقدت أن الورقة لم تصل اليها بعد.. أخبرتها هل ترغبين في الذهاب معنا؟ أجابتني بالرفض وأنها تفضل البقاء في المنزل.

مع أننى أعرف أنها انطوائية إلا أننى إستغربت من ردة فعلها تلك، فإذا كان الإنطوائيون لا يستمتعون بهذه الأشياء ماهي الطرق والأساليب التي يستمتعون بها في حياتهم؟

وكسؤال إضافي، برأيك هل يمكن للإنطوائي أن يصبح اجتماعي؟