الخوف من فعل الأشياء قد يضيع علينا الكثير من الفرص سواء في التعلم أو الاستمتاع أو حتى التوظيف.

كنت ناشطة وأحد الأعضاء في الإتحاد الطلابي في سنتي الثانية من الجامعة، وكانت لدينا الكثير من الفعاليات التي نقوم بها داخل وخارج الجامعة، أجدها بسيطة جدا واعتدت على القيام بها، دائما ما تكون أول تجربة تحمل بعض التوتر والخوف لكن فيما بعد يتلاشى ويصبح كل شيء ناتج عن خبرة.

في أحد الأيام تم الاتصال بجميع الأعضاء في الاتحاد الطلابي لتنظيم أحد الملتقيات الكبيرة، وإذا قمنا بالمقارنته بما كنا نقوم به فهو صعب للغاية، فقد اعتدنا على تنظيم الملتقيات في نفس الجامعة فقط وليس بالاشتراك مع جميع الجامعات في نفس المدينة و المعاهد والمدارس العليا. وافقنا على الأمر فهي فرصة جيدة للتوسع والتعرف على معارف وأشخاص أكثر.

وبعد أيام من موافقتنا تم وضع دور كل منا في ذاك الملتقي، و صدمت بالدور الذي اختاروه لى فقد كان التنشيط وتم اختيارى لأنني كنت أقوم بذلك في الملتقيات البسيطة وكذلك أعرف بعض الأساتذة هم من قاموا بترشيحي لهذا الدور.

دور كهذا في أكبر المدرجات في المدينة ومع دكاترة وأساتذة من كل الجهات، لم يكن لدي مجال للخطأ وإذا قمت بذلك سيفسد كل شيء ويبقي الخطأ يلاحقني في كل مكان، كذلك سيتم بث أجزاء منه في النشرة الاخبارية.

وافقت فأنا أحب المجازفة وتدربت كثيرا على الإلقاء في المدرجات لدينا في الجامعة، في المنزل أمام عائلتي أو أمام المرآة.. وكانت من أصعب التجارب مررت بها حتى الآن، وأكثر ما قلقت بشأنه هو التوتر والخوف الذي أشعر بهما، ماذا إذا بقيا حتى وقت الملتقي؟ ماذا سأفعل؟ وكيف سأتصرف لا أعرف.

لكي لا أطيل التجربة أكثر سأصل مباشرة ليوم الملتقي، تجهزت جيدا مع كل التفاصيل ودخلت للمدرج بصحبة الكثير من الأشخاص، وقد كان ممتلىء بالطلاب والأساتذة الواقف أكثر من الجالس، أي لا توجد أي مساحة فارغة أنظر إليها وأتحدث. ومع وصول دقيقة الافتتاحية مع رئيس أحد الجامعات قمت بتقديمه جيدا وبدأ هو في الحديث ما ان انتهى وبدأ التصفيق شعرت ببعض الحماس وترجمته داخليا كأنه تشجيع بالنسبة لى، وأكملت بثقة.

والحمد لله كانت نتيجة الملتقي جيدة ويمكن القول أنها دون أخطاء تذكر، فقد حاولت التخلص من كل التوتر وتحليت بالشجاعة والجرأة لذلك.

هل واجهتك مواقف تجعلك تتحلى بالشجاعة وتواجه الخوف؟ وهل تغلبت على خوفك حينها؟