لي ثلاث سنوات أنا وأختي على خلاف دائم، دائمًا تتهمني بالشكوى منها وأنني اجلدها والقي عليها اللوم في كثير من الأخطاء، لوقت قريب ظلتت بين شقي الرحى، بين احساسي انها تقوم دائمًا بتجاهلي وتجاهل مشاعري ومطالبي منها، وكيف انهارت علاقة أخوتنا، وبين الشق الآخر من الرحى وهو أنني المذنبة في القاء كثير من اللوم عليها، ظللت لفترة اعتقد انني المذنب فعلًا، ومع ذلك لم استطع التغيير ولا تجاهل حنقي عليها في بعض الأمور.

البارحة فقط اكتشفت أن أختي تستخدم معي نفس أسلوب خطيبها السابق دون ان تدري حتى!، كنا نتهاوش كعادتنا في آخر ثلاث سنوات، حينما لاحظت انها قالت كلمة لم تكن لتتعلمها إلا منه، صدمت واندهشت وبدأت احلل كيف أن تصرفاتها معي هي نسخة مصغرة منه لما فعله معها، لم يكن يعير حزنها أي اهتمام، كان يتركها بالأيام دون أن يسأل عنها، ويتركها تصارع حزنها منه بالأسابيع دون أن ينطق لفظة واحدة، ولم يكن يرغب أن تلومه أبدًا على تركه لها وإهماله المتعمد لمشاعرها، كان دائمًا يتصرف على أن النساء ناقصات عقل ودين ويضيف عليها ولديهن كثير من العاطفة التي يقمن بابتزاز الرجل بها! في غالبية الاوقات لم يكن يتصرف مع مشاعرها وكأنها مشاعر حقيقية بل وكأنها تتلوى كالأفعى لتجبره على شيء ما، كانت تسألني مت سيتصرف على أن مشاعري هي شيء حقيقي ولا اقصد ابتزازه به، متى سيحترم الفرق بيني وبينه، ولا يعتبر أنه رقته لي هو انهزام منه لا يجب أن يحدث؟!

بعد لحظة التنوير هذه اعتقد أنني استطيع ايقاف هذه الدائرة التي قد استهلكتها واستهلكتني من طرفي، ببساطة لن استجدي قبولها لمشاعري ولن اطلب منها أن تتعاطف معها او حتى تغير ما يضايقني فيها.

لكن هل تدرك يا من تقرأ الآن كيف أننا كبشر نمتلك تأثيرًا عظيمًا على بعض لدرجة أننا نستشرب صفات بعضنا البعض! هل تدرك أننا نسيء لأنفسنا بهذا القدر! هل أن تدرك أنه بكلمة سيئة أو بتصرف منك يمكنك أن تدمر نفسيات أشخاص لسنين طويلة دون أن تدري!

اتمنى أن تكون تجربتي أنا مفيدة لك، قف لحظة واحدة مع نفسك وتيقن أن ما في حياتك من مشاكل هو جراء ما تفعله أنت، ليس بالضرورة عن وعي مباشر منك، بل على غفلة حتى، والحياة لا تتسامح مع المغفلين!