تعرضت في فترة من حياتي لظروف قاسية، لم يطرأ في ذهني يومًا أن تتعرض أسرتي لهذه الظروف، أخذت وقت لأحاول تقبل الأمور وأنه اختبار؛ لكن لم تمر الظروف هكذا منفردة ولكن الأشخاص من حولي لم يستطيعوا أن يفوتوا هذه الفرصة لمضايقتي والضغط علي بشتى الطرق بالكلام والأسلوب.

و استطاعوا أن يؤثروا علي بكلامهم وأسلوبهم، حتى وصلت لبداية اكتئاب، بالطبع لم أكن أعرف، تخيلتها أعراض طبيعية نتيجة الضغط والظروف القاسية التي نمر بها.

كنت أخاف من رن التليفون، بمجرد سماعها تتسارع ضربات قلبي بشدة حتى أني اسمعها وصعوبة في التنفس مع أرق في النوم، وازداد الأمر حتى لم أعد استحمله.

قررت الذهاب لطبيب نفسي، وللأسف ما زال فكرة التعامل مع المرض النفسي وكأنه وصمة عار متأصلة في نفوس الكثير والبعض قد يترك نفسه حتى يسوء وضعه وتصل به الأمور لأن يضر نفسه أو من حوله، لكن هو مرض بالنهاية كأي مرض.

ذهبت للطبيب وشخصني اكتئاب وبدأ في كتابة الأدوية وأن لا بد أن استمر عليها شهر وأعود له مرة أخرى، هذا طبعا بعد ما سألني عن ظروفي ومشكلتي وكل التفاصيل.

لكن خشيت من البدأ بالعلاج مع الأدوية، وسألته هل يمكنني التخلص منه دون الحاجة لتناول الدواء

قال أن الأمر يحتاج لإرادة قوية ودعم من العائلة وسيحتاج لوقت أن ابتعد عن الأشخاص الذين يزعجونني (مصدر الضرر)، فما ينجزه الدواء سريعا سيأخذ مني وقتا أكثر.

أخبرته أني سأفعل وعائلتي بالفعل تدعمني، أخبرت عائلتي أني أعاني من الاكتئاب احتاج لدعمهم، ولدعمهم الفضل الأكبر في شفائي بعد فضل الله سبحانه وتعالى.

اعترف أن الأمر احتاج لإرادة قوية ودعم قوي واحتاج لوقت أكثر كما ذكر الطبيب ولكن تخلصت منه الحمد لله دون أن أتناول حبة واحدة.

أعلم أن ليس الجميع على نفس القدر من القوة، ولا يتمتع الجميع بعائلات تدعمهم، لكن كان هناك سبب رئيسي أيضا في العلاج هو مواجهة مصدر الضرر لا البعد عنه، وعلى الرغم أن الطبيب نصحني أن أبعد عن مصدر الإزعاج؛ لكن هذا يكون فعال في بداية العلاج لكن لم أتخلص من باقي الأعراض نهائيا إلا بعد أن واجهت مصدر الضرر نفسه.

هناك أنواع من الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو بعض الأمراض النفسية والتي يكون فيها عامل وراثي ربما لن ينفع معها هذه الطريقة ويفضل المتابعة مع الطبيب النفسي دون إهمال الأمر.

في النهاية المرض النفسي مرض مثل أي نوع من الأمراض، الإرادة لها دور فعال في مواجهة أي مرض والتخلص منه، والذهاب إلى الطبيب النفسي ليس عارًا، والمريض النفسي ليس مجنونًا.