كم هو مؤلم ، حينما تعلم أن شخصا مريضا ستفقدهُ بعد فترة قصيرة ، تسعى محاولًا ألا تظهر حزنك أمامه ، وأن تغتنم الفرصة للتحدث معه ، وفي نفس الوقت قلبك يعتصر ألمًا عليه، تحاول حبس دموعك ...إنه إحساس مؤلم، ومرهق للنفس والروح ، هذا هو شعوري عندما علمت بأن هناك شخصا عزيزا سأفتقده بعد فترة قصيرة....

أذكر عندما كُنت في الصف الحادي عشر ، كانت لي صديقة عزيزة على قلبي ... مريضة جدًا ،كُنت ألاحظ أنها تذهب إلى المستشفيات كثيرًا .

في البداية لم يكن لي دراية بمرضها ، كل ما أعرفه أنها ستموت بعد فترة قصيرة ، كما قال لها الأطباء

لكن فيما بعد... عرفت إنه المرض اللعين (سرطان الدم)

بالرغم من الغياب المتكرر لصديقتي عن المدرسة ، إلا أنها كانت متفوقة وتتنافس على المرتبة الأولى في الفصل الأول ، لم تكمل الفصل الثاني من الصف الحادي عشر من شدة مرضها ، لذا حاولت المكوث في البيت؛ كي تتهيأ للمرحلة الفيصلية في حياتنا ألا وهي (الثانوية العامة)، معتقدة أنها ستعيش لفترة إضافية على الرغم من علمها بأنها ستموت بعد فترة قصيرة ...

بدأنا في مرحلة الثانوية العامة ، حاولتْ أن تلتحق بهذا المرحلة للتغلب على مرضها، لعل الدراسة تنسيها فكرة الموت ...إلى أن أصدر طبيبها تحويلة طبية للسفر خارج البلاد رُبما يكون هناك بصيص أمل لبقائها على قيد الحياة ، سافرت ولكنها عادت جثة هامدة

بكيتها و بكاها الأهل والأصدقاء والمدرسين والمدرسات ولم أفعل شيئا سوى البكاء والترحم عليها

ربما قصة صديقتي تُعتبر من أتعس اللحظات التي مررت بها ....

أنت ....هل مررت بتجربة أو قصة مؤلمة وقاسية في حياتك ؟