تعتبر ريادة الأعمال احد اعقد المجالات العملية التي يمكن أن يمارسها المرء، وبإعتبار رائد الأعمال الحديث شخصا فاقدا للتجربة الميدانية وجب عليه ان يأخذ بعين الإعتبار مجموعة من النقاط المهمة، حتى يتسنى له الخوض في هذا المجال بكل ارياحية، وحتى لا تحيد مخططاته عن سكة النجاح؛ فإذا كنت رائد اعمال حديث في الساحة، ننصحك ان تركز على النقاط السبع التالية:

1- تحليل السوق:

السوق هو بمثابة المضمار الذي ستنطلق فيه لتحقيق اهدافك التي تخطط لها، فعلى رائد الأعمال ان يكون محيطا بالسوق وذلك من خلال جمع البيانات وتحليلها حول مجموعة المنافسين والزبائن وخصائص هذا السوق وتركيبته؛ الأمر الذي سيقوده لتحديد متطلبات السوق بدقة، وبالتالي تحديد متطلباته هو كرائد اعمال في نشاطه من موارد مالية وبشرية.

2-السير وفق استراتيجية محددة.

هذه النقطة لها اهمية كبيرة وقد يغفل عنها الكثيرون، اذ تعتبر الإستراتيجية العامة للمؤسسة (والتي تتكون بدورها من خطط و تكتيكات) بمثابة روح التنظيم ، وبدونها ستصبح المنظمة بمثابة مركبة تسير بدون سائق، لا أحد يستطيع ان يحدد مسارها او مستقبلها.

لذلك وجب على كل رائد اعمال ان يصمم إستراتيجية مثالية لنشاطه وان يتقيد بها، هذه الإستراتيجية ستحوي المسار الذي سيسلكه التنظيم لمدة لا تقل عن خمس سنوات.

3- الإستفادة من شبكة العلاقات

لشبكة العلاقات اهمية بالغة في تنمية النشاط التجاري، فرائد الأعمال المحنّك يهتم بشبكة علاقاته كما يهتم بمشروعه؛ هذه الشبكة ستعمل على رفع المشروع الى السطح وستفتح امام رائد الأعمال آفاقا واسعة جدا، فتنويع هذه العلاقات يكسب رائد الأعمال خبرة وتجربة عميقتين، كما يمكن أن تتطور هذه العلاقات في بعض الأحيان لتصبح شراكات.

4- الإستفادة من التجارب السابقة

تعتبر التجارب السابقة بمثابة دروس لرائد الأعمال مهما كانت خبرته، اذ يجب الإستفادة من تجارب الغير، سواء كانوا ناجحين او كانوا فاشلين، فكلها تجارب تجعل رائد الأعمال يتفادى الوقوع في الخطأ بنسبة كبيرة، لأنه سيضع امامه تجارب من سبقوه في نفس السياق، ما يجعله ينتقي القرارات بدقة اكبر.

5- السير وفق ميزانية محددة

الإهتمام بالميزانية هو احد الأمور التي يجب على رائد الأعمال ان يهتم بها، فالمشروع حتما سيتطلب ميزانية ما، لذلك يعمل رائد الأعمال على دراسة جدوى لمشروعه، ويحدد بدقة المتطلبات الدنيا والقصوى لنجاح مشروعه، كما انه سيقوم بضبط احتياجات نشاطه، اذ لايمكن الخوض في نشاط بميزانية غير كافية وغير واضحة.

6- اذا سقطت قف مجددا

كَون رائد الأعمال الحديث قليل خبرة، قد يسقط أحيانا ويتعرض لنكسات متفاوتة الشدة، فهناك من يستسلم ويتراجع، و هناك من يقرر المحاولة من جديد،والمواصلة، ونحن طبعا ننصحك بأن تكون ذا عزم ورباطة جأش، لا تثنيك العثرات عن تحقيق اهدافك التي سطرتها، وثق بأن اي ازمة تتعرض لها هي عبارة عن تجربة تتعلم منها، فأنت لن تكرر الخطأ اكثر من مرة الا نادرا جدا، وعليك ان تتعلم كيفية ادارة الأزمات لأن اي تنظيم معرض لأزمة طوال فترة وجوده بحكم أنه مرتبط بسوق حساس ومتغير كثيرا، و عوامل داخلية وخارجية .

7 اصنع من اسمك علامة تجارية

قد تبدو لك هذه النقطة غريبة وتدعو للسخرية (( كيف لي وانا حديث في سوق ريادة الأعمال ان اجعل من اسمي علامة؟! ))

طبعا يمكنك ذلك فمن جعل من اسمه ماركة عالمية ليس افضل منك!، لكن لتحقيق ذلك وجب عليك أن تكون صبورا ومثابرا؛ يجب عليك أن تكوّن علاقة متينة مع جمهورك وعملائك (الإهتمام بشبكة علاقاتك و تطويرها )، وتذكر دائما، الإسم القوي تصنعه جودة المنتجات (المنتج ليس بالضرورة ملموسا، فقد تكون منتجاتك معنوية كمكاتب الإستشارة مثلا) ومع مرور الوقت وتزايد الجودة التي تقدمها يصبح لإسمك وزنا ثقيلا.

اخذك لهذه النصائح بعين الإعتبار حتما سيجعلك تتموضع بشكل افضل في الوسط الذي تنشط فيه، فالسوق لا يرحم رائد الأعمال العشوائي، لأن العشوائية لا تقود لنتائج مدروسة وفي اغلب الأحيان ستقودك كرائد اعمال للإنهيار والخروج من السباق باكرا.