من منا لم يسبق له التفكير في ماذا لو تم جمع كل الثروات في العالم ومن ثم إعادة تقسيمها بالتساوي على جميع الأفراد لتتحقق المساواة وينتهي الفقر ببساطة وتعم السعادة على الجميع ؟

في الواقع منذ يومين أثناء كتابتي لأحد المقالات قرأت مقولة مثيرة أعادت لذهني نفس التساؤل من جديد؛ الأمر الذي جعلني أبحث كثيرًا للعثور على إجابة منطقية، لأجد غالبية الإجابات تدعم تلك المقولة، والتي كانت"إذا أخذت كل المال في العالم وقسمته بالتساوي بين الجميع؛ فسوف يعود قريبًا إلى نفس الجيوب التي كان بداخلها من قبل!.".

أي أنه بالنهاية، بعد بضع سنوات سيرجع كل شئ كما كان عليه من جديد؛ مما يعني أن معظم الفقراء سينتهي بهم المطاف إلى الفقر مرة أخرى، وكذلك غالبية أولئك الذين اعتادوا أن يكونوا أصحاب ملايين، سيستردون ثروتهم.

لكن لماذا؟

عندما يتعلق الأمر ببناء الثروات، فإن تعلم أساليب الإدارة المالية والاستغلال أو الاستثمار الأمثل لإمكاناتك، هي أمور بالغة الأهمية. لذا، بعد القيام بإعادة التوزيع، على الأرجح سيقع معظم الفقراء في أخطاء مالية ويحملون أنفسهم التزامات وأعباء غير محسوبة نتيجة جهلهم بكيفية إدارة أموالهم. أما الأغنياء العصاميين، سيقومون بأفضل ما يمكنهم القيام به في الوقت نفسه، ويعملون بجد للاستفادة من أموال الآخرين، وتجميع الأصول، ومن ثم خلق مصادر متعددة للدخل.

وأخيرًا، في حين أنه ليس من السهل تحقيق هذا الأمر؛ فلنفترض موافقة أصحاب هذه الثروات (الأموال، الأصول، العقارات، الاستثمارات.. إلخ) على تسليم ممتلكاتهم وإعادة توزيعها، ولنفترض أيضًا أن الأحوال سارت على ما يرام بعد تغير الوضع المالي للغالبية. فماذا عنك؟ هل تعتقد أن هذا ما سيحدث، أم لك رأي آخر؟