من أكثر الأسئلة شيوعا لدى رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الذين تعرضوا للرفض من جهة المستثمرين ومسرعات الأعمال: "متى أعرف أنني إذا تقدمت إلى مسرعة أعمال أو مستثمر فلن يتم رفضي؟ كيف يكون مشروعي مناسبا للاستثمار؟" لن أجيب على هذا السؤال وحدي، بل سنقوم بذلك سويا، أنا وأنت، بشرط أن تتفرغ تماما في الدقائق القليلة القادمة، وأن تجهز ورقة وقلما (أو تفتح ملفا للكتابة على الموبايل)، وأن تندمج في الفكرة التالية سريعا..
.
المرحلة الأولى: اقرأ وتخيل
.
لنفترض أن معك مبلغ 100 ألف جنيه، وأنك رغبت في استثماره بدلا من إنفاقه، فقمت بالتحدث مع أصدقائك الذين نشروا الخبر لتتلقى بعدها 20 اتصالا من أشخاص لديهم أفكار مشاريع مختلفة ويحتاج كل منهم إلى هذا المبلغ للإنشاء والتطوير، وحاول كل منهم تشجيعك على الاستثمار معه موضحا لك في حماس كبير مزايا مشروعه وكيف أنه مضمون وكيف سيغير وجه العالم، فطلبت من كل منهم أن يجهز ملفا عاديا (document) أو ملف عرض (presentation ويسمى في هذه الحالة pitch deck) ويرسله إليك لتتمكن من التعرف على تفاصيل المشروع منه، بعدها ستجلس معهم واحدا واحدا لتأخذ صورة أقرب وأكثر تفصيلا.. السؤال هو: ما الذي تحتاج لمعرفته من الملفات ومن الاجتماع لتقوم بتقييم هذه المشاريع؟ ما الذي يجعل أحد المشاريع جذابا لتستثمر فيه؟ تذكر: هذا مالك الخاص، طبعا لا تريد أن تسيء الاختيار فيضيع، أو تختار مشروعا متوسطا فتفقد فرصة مشروع ممتاز!
.
تعال نتفق أولا على 10 عناصر ينبغي أن تجدها في الملفات لتتمكن من دراسة المشاريع والبدء في المقارنة بينها:
اسم المشروع ووصف مختصر له
المشكلة التي يحلها
الحل المقترح وكيفية تنفيذه
مواصفات المنتج والمرحلة التي أصبح المشروع فيها (stage)
حجم السوق وحجم الفرصة الممكنة منه (market size)
المنافسون ومقارنة سريعة لنقاط القوة والضعف (competitive analysis)
طريقة الاستفادة المادية (revenue streams أو ما يطلق عليه عرفا business model)
الأرقام التي تم تحقيقها أو التجارب التي تمت للتأكد من الافتراضات (traction or validation)
المؤسسون والشركاء ونبذة عن خبراتهم
الاستثمارات والمصاريف والدخل سابقا وتوقع الفترة القادمة (financials) و المبلغ المطلوب من المستثمر وكيف سيتم استخدامه
.
المرحلة الثانية: ادرس واكتب
.
الآن حان دورك، عد لتقرأ العنصر الأول مرة أخرى (وهو اسم المشروع ووصف مختصر له)، وخذ بعض الوقت للتفكير فيه، ما هي التفاصيل التي إذا قرأتها في صفحته/شاشته شعرت بأن هذا المشروع ممتاز ولديه فرصة قوية للنجاح؟ وإذا لم تجدها أو وجدت محتواها مختلفا عما تتوقعه شعرت بأن هذا المشروع سيء؟ اكتب النقاط التي توصلت إليها في الورقة أو الملف..
كرر هذا مع كل عنصر من العناصر.. ومن المفيد أن تقوم بعمل هذا التمرين مع شركائك وفريق العمل أو مع أصدقائك لأن هذا سيزيد من غزارة الأفكار ويمكن أن تصل إلى نقاط أكثر..
.
المرحلة الثالثة: فكر
.
الآن فكر في النقاط التالية وتأثيرها على مدى اقتناعك بالمشروع:
ماذا إن اكتشفت وجود أرقام أو معلومات غير صحيحة في أحد الملفات؟ هل ستعطي المشروع فرصة أخرى؟ أم أن هذه إشارة سيئة جدا؟
هل الأفضل بالنسبة لك أن تكون الملفات باللغة العربية؟ أم الإنجليزية؟ ماذا لو كان المكتوب باللغة الإنجليزية ركيكا؟ متى تهتم باللغة؟ في كل المشاريع أم في مشاريع معينة؟
في الملفات والـpresentations: هل يهمك وجود مؤثرات وحركات وألوان وصور مبهرة أم أنك تريد الوصول إلى المعلومة بشكل أسرع؟ أيضا هل تفضل أن تكون هناك فقرات كاملة ومحتوى كبير أم محتوى مختصر يكفي لتوصيل المعلومات؟
هل يهمك وجود مميزات قوية في المشروع يمكنها أن تمثل موانع للمنافسة بحيث يصعب على المنافسين دخول السوق أو منافسة المشروع؟ ما هي هذه الموانع التي ستبحث عنها في الملفات؟
بما أن المبلغ محدد ولن يحصل عليه سوى مشروع واحد، هل ستعطي فرصة للمشاريع الجيدة جدا والتي فيها هفوات بسيطة أم ستركز على المشاريع الممتازة التي اقتنعت بها تماما؟
إذا كانت هناك مجالات لا تود أنت الاستثمار فيها لأي سبب، هل ستقتنع بمشاريع تعمل في تلك المجالات مهما كانت رائعة وممتازة ولديها فرصة قوية؟
هل أنت متأكد من أنك كنت عادلا مع الجميع وأعطيتهم فرصة واحدة؟ هل أنت متأكد أنك أعطيت كل مشروع من الـ20 المعروضين عليك وقتا كافيا؟ وأنك كنت تدرس كلا منهم وأنت بحالة عقلية ونفسية واحدة؟ هل من الممكن أن يمر بك مشروع قوي جدا فيجعل انطباعك عن المشروع (القوي جدا أيضا) التالي له أقل مما يستحق؟ ماذا لو كانت المشاريع 100؟ ماذا لو كانت 400؟
.
المرحلة الرابعة: شارك
.
الآن شاركنا ما توصلت إليه بخصوص تقييم العناصر، وشاركنا إجاباتك عن الأسئلة السابقة، وكذلك عن خواطرك والأفكار التي تدور في عقلك الآن بشكل عام..
.---.
بإذن الله سأنشر تحليلا لكل عنصر من عناصر الملف والـpresentation لنراجع سويا النقاط التي ينبغي أن نهتم بها ونستكمل النقاط التي توصلت أنت إليها..
المصدر :صفحة فيسبوك
