بدأت ولله الحمد شركتي الخاصة – شركة سُطور لتقديم خدمات المحتوى كافة – وأحرص منذ أول يوم على تعظيم حجمها وتنميتها.

بدأت الشركة وكان لي شريك أعتمد عليه في التمويل المادي، ولكن لأسباب عديدة قررت الانفصال عنه وإكمال الطريق وحدي. وكما لا يخفى على الجميع، إخراج الشريك الممول بشكل مفاجئ – بل في بداية المشروع من الأساس – يعتبر ضربة قاصمة لشخص مثلي كان يطمح في الكثير من شركته، وكان يعتمد على التمويل بشكل رئيسي لتغذية هذه الشركة. الآن لم يعد لديّ ممول، ولكن لديّ عملاء.

القضية الآن، هي أنني أتحرك بما يشبه العامل الذي يعمل باليومية. فلا يوجد رصيد مادي أعتمد عليه، ولا يوجد مدخرات يمكنني إنفاقها على الشركة (أو فلنقل أنني أنفقت كل مدخراتي بالفعل) ولا يوجد احتياطي نقدي يضمن حتى بقاء واستمرار الشركة لشهر آخر بعد الشهر الحالي. الشيء الوحيد المضمون هو وجود عملاء حاليين يطلبون خدمات محتوى

السؤال الآن: هل أطلب تمويل؟ أم أكتفي بالتحرك في حدود إمكانياتي؟

قبل أن تقترح عليّ أي خيار من الاثنين، أنا في حاجة إلى توضيح بعض الأمور بشأن كل خيار من المعروض.

خيار طلب التمويل:

الجيد بشأن التمويل:

• يوفر رصيد جيد جدًا يسمح لي بالتوسع وتنمية مشاريعي بشكل آمن ومستقر، بعيدًا عن ضغوط الميزانية الصغيرة والتحرك العشوائي. • يسمح لي باستجلاب موظفين جدد، والصبر عليهم حتى يبرعوا في أداء مهامهم، وأنا مطمئن إلى وجود دعم مادي. • يسمح بالإنفاق على مشاريع سطور الشخصية التي تعتبر مصدر دخل يسمح للشركة بالاستمرار بشكل عام، حتى لو تعذر وجود صفقات وعملاء في وقت ما.

السيء بشأن التمويل:

يضعني في مأزق حرج، فأنا في البداية بعد، وليس لدي أي أرقام أو إحصائيات توضح للمستثمر طبيعة الأرباح أو معدل دورانها، أو نسب الربح المتوقعة. ولا أدري حتى إن كان المبلغ الذي أنوي طلبه كاف لتشغيل الشركة للمدة التجريبية التي حددتها – 6 شهور – أم لا، وهل سأحتاج المزيد من المال كدعم إضافي أم لا. أي أن الأمر في مجمله مبهم بالنسبة لي لأني حديث عهد بإدارة الشركات. هذه نقطة

النقطة الثانية هي أن الممول سيكون في موطن قوة. هو الذي يُملي شروطه، وهو الذي يحدد نسب الأرباح، وهو الذي سيحدد نسبته من الشركة بناء على التمويل الذي يقدمه، وهو الذي يضع شروط فسخ العقد، وخلافه.

خيار التحرك في حدود الإمكانيات:

وهو الخيار الذي يعني التحرك في حدود المتوفر من الموارد المادية أيًا كان الوضع. وتوفير مرتبات الموظفين، ومتطلبات العمل من الإيرادات الواردة، والتحرك رويدًا ناحية النمو بشكل بطيء ولكن خالي من ضغوط المستثمرين.

الجيد بشأن التمويل الذاتي:

• حرية في اتخاذ القرارات • تنمية الشركة بشكل تدريجي بما تسمح به الإمكانيات بدون ضغوط خارجية • التجربة والتعلم في إدارة الشركات، والتمكن من الوصول إلى قدر كبير من الخبرة يسمح بمعرفة الطريق جيدًا ومتطلباته (أعني بشكل عملي واقعي وليس نظري بحت)

السيء بشأن التمويل الذاتي:

التحرك بهذه الطريق أفضل، ولكنه بطيء ومحفوف بمخاطر الإغلاق في أي وقت، إذا تعذر دفع مرتبات الموظفين أو توفير النفقات اللازمة لمتطلبات التشغيل الأساسية (مكان، مصاريف، أجهزة، ..الخ).

فما رأيك: أيهما أختار؟