عالم الأعمال عربيا حاليا يكاد يكون شبيه بفيلم مستنسخ من عمل غربي ولكن بلا فريق إعداد، الكل يتطلع لمشروعة القادم ، الأغلبية عازمة على امتلاك سيليكون فالي خاص بهم كأنه سباق عالمي جديد، تسال عن ماضيهم فلا تجد إنجازات بقدر ما تجد أمنيات ، تنتقل للسؤال عن الاستراتيجية والخطط وتبدأ المهزلة، البعض لا يعرف الفرق بين الاولى والثانية ، آخرين يقولون لك نحن مثل آبل ! كيف ؟

نحن نطور شركتنا مثلهم ، تذهب للتعرف على آليه إدارتهم للشركة المستنسخة على حد الزعم تجد غالبا لا شئ سوى احلام مقتضبة بعشوائية، هذا الوصف الذي قد يجده البعض سلبيا بشكل كبير وإن بدأنا المقارنة بين هذا التوجه العربي وبين بمؤسسة الراحل ستيف جوبز سيكون الوضع أكثر كارثية لان حتى الان لم يوجد كيان عربي واحد تمكن من تغيير خارطة اي منتج عالمي ، اقصى احلام اي فريق عربي أن ينافس أحد العمالقة الموجودين بالفعل من الغرب أو تجد البعض خصصوا احلامهم لمنافسة نجاح كيانات عربية أخرى فقط لانهم بدأوا في التوسع ، فتسمع عبارات مثل سوف اعمل على مشروعي لمنافسة حسوب ، وهل تجد حسوب محتكرة السوق مثلاً ؟

لا لكنهم نجحوا في مشروعهم وانا اريد توفير فرص أفضل منهم ، كأن السوق العربية طاولة رولييت كبير والرواد المبتدئين لا يعبئون سوى بالأرقام التي ربحت سابقاً. هل ترى الواقع الريادي بهذه الصورة كما أراه أم أني ابالغ في الأمر ؟

الويب العربي المصطلح المظلوم :

دعونا نبدأ من هذا المصطلح الذي لطالما استخدم بكثرة " شارك معي في إثراء المحتوى العربي - مشروعنا يهدف لدعم الويب العربي - نحلم بتأسيس كيانات عربية منافسة للعالمية … إلخ صبرا يا أحباب لدي سؤال واحد ، من يمتلك الويب العربي ؟ الحكومات وحدها .؟ كبار المستثمرين والمؤسسات ؟ المستخدم نفسه ؟ ام جميعهم يشكلون الصورة الكبرى لمفهوم الويب العربي ؟! دعونا نأخذ سوق.كوم كمثال لمن كان مملوك في البداية ومن أين كانت الادارة سابقا وإلى من آلت الملكية الجديدة و الهيكلة الحالية ، كانت إدارة وأموال عربية تتجه نحو الخسارة واستحوذت من قبل امازون اي انه لم يعد عربيا اصلا ، بسطها كأنك تلعب بنك الحظ، أحد الغرباء اشترى بالفعل ما كان لديك، ماذا تريد أن تقول .. هل كلما بيع مشروع ما يجب أن نبيعه لعربي ليظل الأصل ملكنا ؟. يمكنك حساب الأمر بهذا الشكل لكنه ليس كل شئ يجب أولا أن نفهم ونستوعب مقومات وعناصر الأسواق لتحديد ما الذي يجب أن يظل ملكك وما يمكن أن يباع بدون إضعاف لأركان السوق الأساسية.

خذ الصين على سبيل المثال تنص الحكومة الصينية على أن أي فرد أجنبي يمكنه أن يشارك مواطن صيني بشرط أن لا يتعدى نسبة الـ 50 % سيقول أحدهم بسيطة لنطبق هذا القانون ، اقول لك الغي اولا مفاهيم الاستعباد والاحتكار المنتشرة لديك قبل أن تقلد آليه غيرك من الخارج لا يمكنك خلق سوق قوى وانت توظف عمالتك بمفهوم الكفالة الاقرب لعبودية الجاهلية ، أيضا لا يمكنك التفرقة بين أموال الأنظمة وأموال الأفراد افرض عوامل الشفافية الصحيحة في كل معاملات الشركات والأصول والارباح أولا عوضاً عن الضبابية التي تعززها بهدف الأمان، ولكي تقرر كيف تحمي الويب الخاص بك يجب ببساطة أن تعرف ما ينقصه وما يحتاجه لتدعمه.

انت من سيقول لنا كيف نبدأ وما ينقصنا ، صح ؟

لا يا صديقي وإن قلت ذلك فهذا رأي شخصي يجب أن يشارك ضمن مجموعة آراء أخرى وأظن هذه هي البداية الصحيحة لنعرف ما ينقصنا بحق ، أن نستمع لبعضنا البعض ، ننصت بحق ونخرج بأفكار ورؤى واضحة للجميع ، لا يشترط أن نتفق في آليات التنفيذ لكن يجب أن نتفق في تقدير مقوماتنا جميعاً ، ومن ثم نطلق العنان للطاقات المتاحة لدينا ومثلا أول إسقاط مباشر يمكنك كريادي أو كمدير تنفيذه ، كفاك تجاهلا لفريقك و ابدأ بالاستماع لهم ولا أتحدث هنا عن اجتماعات تقليدية تتناول أسئلة مثل ما رأيك في الشركة او هل انت سعيد معنا ، اسأل الشخص عن نفسه اولا تعرف عليه وعلى ما لديه لك ولنفسه وبعدها انتقل لتعرف ما يعيقه في عمله وما يتمنى وجودة

تماما كما تفعل ما العملاء لا توجد شركة فاعلة تخدم عملائها عن طريق الاستقصاء المباشر فقط بل تلجأ الشركات الكبيرة للاستماع لما هو أبعد من مقابلة شخصية لتعرف بحق ما صدى سمعتها لدى المشترين، كذلك إدارة الافراد تقودك لقيادة الجماعة لكي تبيع بشرف لمن امامك انك قائده يجب أن تثبت أنك مهتم به اولاً ولكي يتحول المدير من مدير مهام إلي مدير فكر وأفراد يجب أن يعرف كل فرد في الفريق اهميتة ويعتز بها تماما كما يعتز فريقة به, هنري فورد او ستيف جوبز أو جاك ما أو حتى طلعت حرب و الشيخ الخرافي كعرب كافة الأسماء السابقة كانوا قادة ملهمين ومحبوبين كـ اشخاص بارعين في عملهم وقيادتهم لم يكونوا الهة مثلاً او ايقونات صنعها المال وحده وهذا تحديدا ما يفرق الريادي العربي المعاصر عن غيره.

دعونا نذهب سريعا لمفهوم المنافسة والتنافسية :

ما الفرق ؟

المنافسة:

هي حالة مزاحمة بين شركتين أو شخصين من أجل كسب أكبر حصة سوقية ممكنة سواء كان في السوق المحلية أم في السوق العالمية ، وبالتالي يخرج أحد الأطراف رابحاً والآخر خاسراً.

توجد أربع أنواع للمنافسة :

1-المنافسة الكاملة 2-المنافسة الاحتكارية 3-احتكار القلة 4- الاحتكار الكلى

التنافسية:

تعد بأنها حالة التكامل التي تؤدي إلى زيادة الإنتاجية والقيمة المضافة ، ويخرج بموجبها جميع الأطراف رابحين من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي أو الفردي. والتعريفان السابقين مرتبطين بشدة وهما ما يمثلو الصورة الأكبر لمفاهيم الاحتكار والسيطرة بعالم الأعمال وتوجد انواع من التنافسية أيضاً لكن نكتفي بهذا القدر من التعريف لننتقل للجزء الاهم.

إن توافر لديك عنصر واحد " منافسة بدون تنافسية أو العكس " فـ عملك في خطر شديد و أزعم أن الأغلبية عربيا للأسف في هذا الوضع ولكي تتأكد من انك تخطو خطوات صحيحة ضد هذا الغلط احرص على تطبيق صحيح لدحر المغالطات الآتية مما سوف يعزز تلقائيا خلق مقومات أكثر إيجابية لبيئة العمل لديك:

مغالطة ثقافة " NOT INVENTED HERE "

تعد من الكوارث الحالية لدى أغلب المؤسسات وهي ببساطة شديدة بمثابة حل سحري لأي قائد متسلط إن طبقت بشكل خاطئ لذا دعونا نعرف أولا فيما تستخدم : لا يوجد اختراع هنا (NIH) هو موقف تتبناه الثقافات الاجتماعية أو المؤسساتية التي تتجنب استخدام أو شراء المنتجات أو الأبحاث أو المعايير أو المعرفة الموجودة بالفعل بسبب أصولها الخارجية وتكاليفها ، وهذا للحفاظ على هوية وآلية تم الاتفاق عليها سابقا. لا لأن هذا يعجب شخص ما أو ما يفضله شخص لذلك إن طبقت المبدأ بلا وجود لاساس متفق عليه انت تحرق مقوماتك وأنت لا تدري.

مغالطة التكلفة الغارقة " Sunk Cost "

هذه المغالطة شاهدتها بنفسي كثيرا على كافة الاصعدة إداريا وفرديا وهي ببساطة مدعمة لا إراديا عربيا لاننا عاطفيين أكثر من غيرنا عندما يكتشف القائد/الفرد بأن الاستثمار فاشل، ولكن يستمر فيه لعدم خسارة التكاليف التي دُفعت بالفعل ولايمكن استعادتها على الرغم من أنه لاعلاقة بين التكاليف وبين نجاح الاستثمار مستقبلاً. يمكنك تعزيز مغالطة مماثلة بنشر الأساليب الغير دقيقة في التتبع وقياس مؤشرات فعالية الأفراد/المنتجات. أو يمكنك دحرها بتعزيز انماط قياس ومحاكاة متعددة على كافة المستويات " المصادر البشرية - الانظمة المستخدمة - آليات العمل " إن حددت لكل منهم مقومات قياس وتحفيز صحيحة الجميع رابحون.

مغالطة الثقافة المكبلة

المنظمات تفعل شيئين فقط: تغيير أو تبقى على حالها. والمنظمات التي تتغير هي من تملك المستقبل.

التغيير ليس سهلا. لأن القدرة على التغيير هي واحدة من أكبر تحديات المنظمات المؤثرة وهذا هو السبب الذي يجعل بعض الشركات قادرة على الابتكار - في حين أن البعض الآخر لا يزال عالقًا في الأنماط القديمة.

الحواجز التالية للتغيير هي العوامل الأساسية التي من شأنها إن خفّضت ستنتهي العوائق وستتحرّك بسهولة إلى الأمام. أو دع هذه الحواجز تخرج عن السيطرة وستغرق مثل الصخرة للاسف الشديد.

الناس يقاومون التغيير (الوضع الراهن للأغلبية ).

في الواقع ، كثير من الناس على استعداد لقبول راتب أقل للدخول في منظمة مستقرة (منظمة نادرا ما تتغير).

المقاومة للتغيير غالبا ما يكون لها دوافع فردية أو سياسية. يميل الناس إلى مقاومة التغييرات التي تنشأ مع الخصوم السياسيين.

سبب آخر أن الناس يقاومون التغيير هو أنهم ببساطة يعتقدون أن التغيير سيجعل حياتهم أسوأ (على سبيل المثال تعقيد وظيفتهم).

قد يقاوم الناس التغيير مباشرة (على سبيل المثال استخدام التأثير السياسي) أو بشكل غير مباشر (السلوك العدواني السلبي).

خطوات الدمج

وصل البعض لمقارنة إدارة التغييرات في المؤسسات بإعادة هندسة طائرة أثناء طيرانها.

التغيير دائما هدف متحرك. أثناء تنفيذ نظام جديد ، ستتغير عمليات الأعمال التي يدعمها، لذلك عند تغيير البنية التنظيمية ، سيحدث دوران للموظفين بالتوازي احرص جيداً أن يعوا ذلك بإيمان لا بخوف وقلق. واعلم جدياً أن التغييرات طويلة الأمد التي تحتوي على العديد من نقاط التكامل هي عرضة للفشل الشديد.

خفف التعقيدات

بينما تقوم المؤسسات بتطوير عمليات وأنظمة ومنتجات أكثر تعقيدًا - يصبح التغيير أكثر صعوبة. تعقيد التغيير هو حاجز أساسي يواجه من يسعى للتغيير فقط تتطلب التغييرات المعقدة جدلا وفعالية عالية في " المشروع والمخاطر والجودة والمعرفة وإدارة التغيير".

للاسف في كثير من الحالات ، تفتقر المنظمات ببساطة إلى النضج المطلوب للتعامل مع تغيير معقد. لذا يفضل اللجوء لكيانات محترفة تدعمك في تطبيق المتغيرات بشكل اقل حدة وأقل تعقيد وتذكر دائما أن من المبادئ الأساسية لإدارة التغيير عدم التطرق أبداً إلى تغيير معقد للغاية بالنسبة لمنظمتك غير بروية وخطوات ثابتة واضحة للجميع.

اخيراً حاولت في هذه المشاركة تسليط الضوء على بعض النقاط التي من شأنها تغيير واقعنا للأفضل من وجهة نظري الشخصية واتمنى بعد قراءتك للموضوع أن تشاركنا رأيك و تصورك عن المعوقات التي تواجهك في مؤسستك أو مشروعك كما يمكننا بالطبع الخوض اكثر في اي من النقاط المذكورة سابقا بإختصار، ما رأيك أخي الريادي هل تتفق أو تختلف معي فيما سبق ؟ وما هي رؤيتك للغد العربي في عالم الأعمال ؟