تعرفت هذا المصطلح للمرة الأولى على يد نيل باتل Neil Patel في دليل نشره في مدونته العتيقة QuickSprout.com. الترجمة الحرفية للمصطلح تعني قرصنة النمو أو هاكينج النمو، والمقصود بها هو استراتيجيات النمو التي تنقل الشركات من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) في خطتها التسويقية، في وقت قصير، وبتكلفة أقل.

معظم الشركات التي تبدأ في عالم الويب، تبدأ بحماس الفكرة، وبإمكانيات قليلة لا توازي ضخامة الفكرة ذاتها. وبطبيعة أي مشروع ناشيء على الويب، ينقصه التمويل، يبحث أصحاب المشروع عن أفضل الطرق لتنميته في ظل هذه الإمكانيات المحدودة. من هنا نشأت فكرة Growth Hacking.

أول من حمل هذا المسمى الوظيفي هو شون إيليس Sean Ellis بعد مساهمته مع شركة DropBox ومساعدتها على النمو (الشهرة والانتشار وكثرة المستخدمين) في زمن قياسي. لذلك فهو أول من حمل لقب Growth Hacker أو كما يسميه نيل باتل هاكر النمو الأول Original Growth Hacker.

ماهية الـ Growth Hacker

هو شخص يجمع بين مهارتي التسويق والبرمجة في باقة واحدة. في العادة يبدأ كمبرمج، ثم يتلقى الأسس التسويقية، بالإضافة إلى عقليته المتعطشة للنمو، فيستحق لقبه، ويساعد أي شركة على النمو في زمن قياسي.

ليست كل استراتيجيات النمو معقدة، أو تتطلب حلولًا برمجية ضخمة. بل منها البسيط للغاية، والذي لا يتطلب الكثير من الجهد، مثل إضافة توقيع آبل Apple بجملة Sent from my iPhone/iPad أسفل كل رسالة يتم إرسالها، ومثل وضع شعار MailChimp أسفل كل رسالة بريدية يتم إرسالها إلى المستخدمين، وكذلك وضع شعار Powered by Intercom في جميع مربعات المحادثة الفورية Live Chat الخاصة بشركة إنتركوم للمحادثة الفورية، وهكذا.

أي أن معادلة النمو البسيطة لأي مشروع تكون كالتالي:

شركة ناشئة + هدف تسويقي + حل برمجي = استراتيجية نمو

استراتيجيات النمو استخدمتها شركات كثيرة قبل حتى ظهور الإنترنت، مثل تلك اللوحات الإعلانية التي كانت تضعها ماكدونالدز على مخارج الطريق السريع في خمسينات القرن العشرين. كذلك ما كانت تفعله هوتميل Hotmail في بداية نشأتها من إرسال جملة " “PS: I love you. Get your free e-mail at Hotmail”?" في نهاية كل رسالة يتم إرسالها عبر هوتميل. أي أن المفهوم كانت تعمل به الكثير من الشركات، ولكن توصيفه وتحديده وطلبه كاختصاص مستقل بدأ فقط في 2010.

المعضلة هنا هي أن هذا النشاط حديث للغاية كتخصص وعلم (2010) وكما هي العادة لم ننتبه إليه إلا مؤخرًا، لذلك تجد قلة أو انعدام في المختصين بهذا الفن في العالم العربي.

العالم العربي أحوج ما يكون إلى المشتغلين بهذه الصناعة، فنسبة الشركات الناشئة التي تغلق أبوابها بعد الإطلاق بفترة، أكثر بكثير من الشركات التي تستمر في السوق. وأكثر ما تحتاجه هذه الشركات هو استراتيجيات نمو ذكية تختصر عليها الكثير من المال والجهد والوقت والعمالة التي لا تتوفر شهور الإطلاق الأولى.

بشكل شخصي استفدت من استراتيجيات النمو عندما كنت أعمل في مجال التسويق بالعمولة مع شركة بيت دوت كوم Affiliate Marketing من خلال ثغرة برمجية في مجموعات جوجل Google Groups، كنت أتمكن من خلالها من ضم 500 مستخدم إلى مجموعتي الخاصة على جوجل، ثم أراسلهم بعروض الاشتراك.

قد تبدو هذه طريقة مزعجة Spam، ولكن أحد المستغلين لها تمكن من تحقيق أكثر من 10,000$ عمولة من برنامج بيت دوت كوم وحده. وآخر تمكن من تحقيق 1,800$ من شركة أيكو قبل أن تغلق.

هل جرب أحدهم إحدى استراتيجيات النمو Growth Hacking في عمله من قبل؟ وكيف كان تأثيرها على عمله أو مشروعه؟