من أصعب التحديات التي يواجهها رائد الاعمال هو عدم الرغبة في القيام بالخطوة الاولى , و الزحف ببطىء شديد حتى ينتهي الامر به دون إنجاز أي شيء. المماطلة هي عدو رائد الاعمال و نقص بسيط في التحفيز يمكن أن يتركنا عالقين في دوامة لن نخرج منها إن لم نحطم هذه العادة السيئة ‘المماطلة’. هذه 3 طرق للقضاء على المماطلة و البدء في القيام بشيء ذي أهمية :

1 – إستخدام قانون باركنسون

كلنا مررنا بمرحلة او تجربة معينة حيث نجد أنفسنا مقيدين بوقت قصير جدا و ننجر المهام الموكلة إلينا بكفاءة عالية و في ذلك الوقت القصير مع العلم أنه توفر لدينا وقت طويل جدا قبل الانطلاق في القيام بالمهمة. أنا شخصيا قدمت لي مدة شهرين كوقت لإنجاز بحث جامعي, طول مدة شهر و أسبوعين لم أنجز أي شيء, لكنني تمكنت من إنهائه في ظرف الاسبوعين المتبقيين حيث خصصت كل وقتي و جهدي لتحقيق الهدف المرجو و هو إنهاء هذا البحث. من المؤكد أن سبب هذه المماطلة هو أنني حصلت على وقت أكثر من الازم. من المذهل كم نصبح منتجين و تزداد قدرتنا على الانجاز حينما نقترب من المواعيد النهائية للتسليم.

حسب ما يبدو فالطريقة الصحيحة لإنجاز أمر ما هي تقييد نفسك بموعد نهائي صارم و الالتزام به

2 – تقسيم المهام الكبيرة الى مهمات خفيفة ظريفة

هذه الطريقة على ما يبدو أكثر فاعلية من إعطاء نفسك موعد نهائي خيالي و محاولة الالتزام به.

السبب الذي يجعلنا نماطل و نحاول تأجيل “كتابة هذا البحث” او الانطلاق في “تعلم لغة برمجة” أو “البدأ في الاستيراد و البيع” …الخ هو كون هذه المهام تحتوي عدة مهمات فرعية و التي تؤدي الى حمل ذهني كبير, لذلك نختار عدم المقاومة و ترك الامر حتى يفرضه علينا الواقع فإن كنا ملزمين سنقوم به في المدة القصيرة المتبقية و إن لم نكن ملزمين لن نقوم به أبدا و لن نحقق شيئا .

إذا أردت أن تضقي على المماطلة فعليك أن تقسم مهامك الى مهام صغيرة جدا و التي تحتاج لمجهود قليل للقيام بها. و بدل ان تحس أنك مجبر على تخصيص 15 ساعة لإنهاء مشروع كامل في مرة واحدة, لماذا لا تقسمه الى أجزاء تتطلب فقط 5 دقائق في كل مرة, حينها سيتوقف عقلك عن المقاومة و ستبدأ في العمل.

3 – لا تسعى وراء الكمال

السعي وراء الكمال مطرقة تحطم العديد من الافكار الخلاقة. سواءا كنت تريد بناء مشروع, برمجة تطبيق او قالب و إنتاج أي شيء معين فرغبتك في إنشاء شيء مثالي خالي من الاخطاء قد تقضي عليك منذ البداية لأنك تضع عائقا أمام نفسك و تنظر الى شيء لا تستطيع تحقيقه دون المرور بالمرحلة التجريبية. إبدأ بتطبيق أفكارك و لو 50 بالمئة و بعد ذلك إبدأ بتحسينهم … تصميم المواقع يبدأ بصفحة بيضاء ثم ينتهي الى تصميم جميل, لا يمكنك تجاوز كل المراحلة للوصول الى واجهة إبداعية مميزة, و رغم ذلك لن تصل للمثالية أبدا لأنه لا يوجد شيء كامل.

عندما نفتح الصفحة البيضاء و نحدق فيها لمدة طويلة, سيصبح من الصعب علينا الانطلاق من انجاز أي شيء, لأنه و في الخلفية, خلفية عقلك تحدث أحاديث و نقاشات مختلفة و شكوك و ما الى ذلك ما يجعلك تتراجع بسبب الشك في قدرتك على إنهاء العمل.

لذلك فالحل هو أن تبدأ, أنتج أي شيء و اخرجه للعالم, لا تهتم لأن يكون رائعا و مميزا في بدايته, فقط أطلقه ثم إبدأ في تحسينه شيا فشيئا حتى تصل الى النتيجة التي تريد.