هذه قائمة بـ100 موقع ومائة كتاب ومائة دورة ستساعدك على تحقيق اللاشيء في حياتك، سيحتفظ بها هواة الجمع إلى جانب الـ500 التي جمعوها في الأسبوع الماضي والألف وأكثر في الشهور الماضية.

العالم يتحدث منذ السبعينات عن مفهوم زيادة الحمل المعلوماتي (تسمى أيضا السمنة المعلوماتية والتسمم المعلوماتي) على الإنسان وتأثيره على اتخاذ القرار. وبما أنه لم يكن لديهم إنترنت وشبكات اجتماعية في هذا الوقت فستدرك حجم المأساة التي نعيشها. تذكر معي أن المعرفة أيضا أصبحت أسهل في الوصول إليها من السابق وأصبحت متاحة لكل أحد ولم يعد نسخها للآخرين كما اعتدت وربيت من الأهمية بمكان. فكر دوما قبل أن تشتت نفسك أو غيرك. ودون أن ألهب مشاعرك، الثمن أغلى مما تتصور.

من ملاحظتي إليك أربعة نماذج تقتل نموها ومستقبلها بسبب سلوكها الإلكتروني:

1- الباحث

أفضلهم حالا وهو من يعرف ما يريد لكنه يغرق في القراءة دون أن يفعل شيئا مما قرأ .. فيزداد حيرة وتشتتا. هو يريد أن يؤسس شركة أو يعلم ابنه منزليا فيطلع على كل ما كتب ويطلع ويطلع دون تنفيذ. وكلما اطلع أكثر أصبح أبعد عن اتخاذ أي قرار والبدء، إذ تكثر عليه البدائل (تجربة المربى الشهيرة في سيكولوجية الاختيار). يا ترى من يقرأ 100 كتاب في كرة القدم، أهو أقرب لأن يكون لاعبا محترفا؟ أم باحثا في كرة القدم؟ اللاعب يصنعه التدريب والملعب والباحث يصنعه الكتاب.

2- الجامع

من يقضي وقته جمعا للمواد فيما اختار دون أن يطلع عليها وحاله أسوأ. فيجتمع عليه بعدها هم البحث عن المصدر التالي (المعجز)، والإحساس بالتخمة مما جمع، واستصعاب اتخاذ أي خطوة فأيها يبدأ بقراءته؟ هو يزهد في البسيط ولا يقدر على المعقد.

3- صاحب "أخر رابط ونبدأ"

وأسوأ منه من يحدد ما يريد ولكنه يترك الباب على مصراعيه للمغريات اليومية من كل مجال آخر فيقضي يومه ينظر هنا وهناك دون أن ينجز أي شيء فيما حدده من أهداف، حتى ولو بالقراءة. فيزداد في كل يوم شكا في جدارة ما اختار. وهل فعلا يستحق الاهتمام والاستثمار وأن يقضي فيه وقته وأن يستثمر فيه أوقات أبناءه.

4- د. شير

ليس له هدف أصلا، فهو يجمع أي شيء وكل شيء ويشارك قوائم طويلة بمواد لا ينظر فيها ولكنه يتوقع أن يقرأها الآخرين. فتكون كأمثال أكياس الحجارة يرمي بها كل من له به علاقة أو يتابعه .. فلا يكتفي بالتشتت ولكن يشتت معه آخرين.

أسمع أحيانا استفسارات ومشكلات عجيبة ليس لها سبب إلا هذا التشتت وعدم الوضوح في الهدف. ومن يضع نفسه في هذه الدائرة فهو لا يضر نفسه فقط، إذ سيصدر مشكلته لآخرين في كل مثال من الأمثلة أعلاه عاجلا أم آجلا.

الحل بسيط جدا. لكل واحد من هؤلاء أقول: حدد هدفك، ابحث عن مواده الخاصة بالمبتدئين ولا تتخطاها دون "تعلم وتنفيذ". واقطع عنك كل شيء آخر لا يعنيك، ولتنظر إليه بعين السموم والألغام.

المصدر :