ظهرت في السنوات الاخيرة ظاهرة بين رواد الاعمال تحث الشباب على ترك الجامعات وترك دراستهم للعمل على مشروعهم الذي طالما حلموا به. وللتشجيع على هذه الظاهرة تضرب بعض الامثال لناس عظماء مثل ستيف جوبز وبيل كيتس وغيره من مؤسسين الشركات العملاقة الذين تركوا دراستهم في جامعات عملاقة للعمل على مشاريعهم. فكرة رائعة اليس كذلك؟ يا عزيزي فكر في هذه الامور قبل ان تتخذ هذا القرار : 

١- ماهي طموحك وماهي شركة احلامك؟ هل طموحك ان تصنع تطبيق او تبتكر جهازا؟ ماذا تحتاج لتحقيق طموحك؟ هل تحتاج الى معرفة في علم معين كعلوم الحاسبات او الروبتات؟ هل تستطيع العمل على مشروعك هذا وتحققه بدون ان تحصل على هذه المعرفة؟ هناك العديد من المجالات التي لاتحتاج الى معرفة من جامعة معينة بل تعتمد على الخبرة عن طريق العمل كتصوير فيديوات اليوتيوب وغيرها. ان كان مشروعك لايحتاج الى تعلم علم جديد من خلال الجامعات فلابأس اترك الدراسة واعمل :)

٢- انت صاحب فكرة عظيمة جدا وغير مستعد ان تحصل على المعرفة اللازمة لتحقيق هذه الفكرة، وتظن انه لا بأس في ان تجد فريق من المهندسين او المبرمجين او المصممين لتحقيق فكرتك والعمل معا. فكرة رائعة اليس كذلك؟ فجميعنا نحب العمل الجماعي ولكن من اين نجد هؤلاء؟ في بلداننا لازلنا نعاني من ايجاد مصممين او مبرمجين او مهندسي تقنيات ليساعدونا في مشاريعنا. هذه الاعمال بدأت للتو في الانتشار في العالم العربي وهناك العديد من العلوم غير موجودة في العالم العربي. عليك حقا ان تنتظر او تتعلم بنفسك. عندما ترك ستيف جوبز الجامعة كان لديه صديق من افضل المهندسين في ذاك الوقت! وكان يعيش في السيلكون فالي موطن العباقرة فبسهولة يستطيع ان يعثر على فريق يساعده في تحقيق مهمته. هل تستطيع حقا ان تعثر على فريقك الذهبي؟

٣- عند تركك للجامعة ولنفرض انك مبرمج ترغب في تعلم الذكاء الاصطناعي والتعمق فيه، هل ستسطيع حقا ان تواظب على قراءة الكتب ودراسة الكورسات الموجودة على الانترنت؟ اذا كنت من هذا النوع، فأشجعك على ترك الجامعة والتعلم بنفسك.

أعلم يا رفيقي ان الجامعات في وطننا العربي ليست بتلك الجيدة واعلم ايضا اننا نضيع العديد من السنوات في جامعاتنا ولانحصل على تلك المعرفة التي نريدها. وان مستواك كمصمم او مبرمج او حتى اذا كنت من اصحاب المطالعة والفضول على المقالات العلمية فهو اعلى بكثير من مستوى دراسة الجامعات في الوطن العربي الا ما ندر. ولكن عندما تمتلك حلما فيجب عليك ان تتعب في تحقيقيه. اذا كنت من الاشخاص الذين لايستطيعون انشاء مشروعهم وشركتهم بدون المعرفة اللازمة فاسعى يا صديقي بكل جهدك ان تحصل على دراسة في الخارج فان لم تستطع فعود نفسك على قراءة الكتب الخاصة باختصاصك.

المهمة شاقة.. والطريق طويل.. ولكن الله لن يضيع تعب الساعين.