هل لشبكة العلاقات الاجتماعية أهمية للبدء بمشروعك وتنميته؟

لطالما حاولت انشاء مشروعي الخاص، ولكن دائمًا ما كنت افشل والسبب غالبا انني لا اريد لاحد ان يعلم عن هذا المشروع، فالبطبع كما ذكرت في مجتمعنا العربي من المهم جدا تكوين علاقات اجتماعية متماسكة نوع ما، لنجاح المشروع. فكيف يمكن لشخص لا نعرفه ان يدعمنا او حتى بعض الافراد قد لا يشتري منتجنا؛ لانه لا يعرفنا ربما اغلب المشاريع قائمة على العلاقات الاجتماعية في منطقتنا وفي مناطق اخرى قد تقوم على التقييمات كالبيئة الغربية مثلا.

أرى أن مجال العمل الخاص لا بد له أن يحتكم على مجموعة من العلاقات الاجتماعية المتماسكة، لأن فائدة دائة العلاقات، حتى الشخص منها، لها أهمية عملاقة في إطار المشروعات الناشئة لا يمكن لأ منّا التنبّؤ بها دون تجربتها. ومن أبرز هذه الجوانب:

• جمع الآراء الذي تتناسب تأثيراته وفائدته طرديًا مع كم العلاقات الاجتماعية التي تشكّلها.
• معرفة دائرة أو شريحة أكبر من الناس من حولك بنشاطك، مما يزيد من احتمالسية شهرتك بشكل موسّع.
• تعتمد العديد من سياسات التمويل على مسألة الدوائر الاجتماعية، حيث أن كل شخص من القائمين على المشروع يبحث في معارفه عن جوالي 20 شخصًا ليحلّل إمكانيتهم حول تمويل المشروع بعد الاقتناع بالفكرة، وهي سياسة متبعة لدى العديد من رواد المشاريع في بداياتهم.

العلاقات العامة هي أحد أكثر المواضيع التي أحب التحدث عنها، فأنا أعشق هذا المجال على وجه التحديد، مما دفعني لدراسته بشكل عملي وتطبيقه بشكل فعلي، وسأتحدث هنا من خلال خبرتي المتواضعة بحكم أنني لم أطلق مشروعا خاصا بعد.

أنا بطبيعتي شخص اجتماعي بفضل الله وبارع جدا في تكوين العلاقات وإدارتها، ولذلك كنت مسؤول العلاقات العامة في الأنشطة الطلابية في الجامعة حتى أن زملائي كانوا يقولون أني "شبكة علاقات عامة متحركة".

من خلال تجاربي البسيطة سواء في الأنشطة الطلابية أو في بعض الأعمال التي مارستها يمكنني القول أن النجاح في عالم اليوم لا يعتمد على المهارة بقدر ما يعتمد على العلاقات (ولا أقصد هنا الواسطة بالطبع)، لأن العلاقات العامة تعني أنك:

١ لديك وصول لعدد اكبر من ذوي المهارات المتميزة في محيطك أكثر من الشخص العادي

٢ ستجد دائما من يزودك بالخبرات أو المواد اللازمة لمشروعك، أو يقدم لك الاستشارات اللازمة

٣ ستجد دائما من يسهل لك مصالحك ويوفر عليك الوقت أو الجهد

وأذكر هنا مثالا بسيطا، في أحد المرات طلب مني تكوين فريق عمل داخل الجامعة لإدارة أمر ما بشكل عاجل، وبفضل الله قمت بتكوين الفريق في عدة ساعات، وكانوا جميعهم على قدر عالي من المهارة، الأمر باختصار أنني أعرف صديقا تلقى تدريبا في إدارة الموارد البشرية، وصديقا أخر لديه خبرة في التصميم، وصديقا ثالثا يجيد كذا، وهكذا، قمت بتجميعهم، وأصبح لدي فريق عمل كامل.

إذن الخلاصة، العلاقات جزء لا يتجزأ من النجاح.

أعتقد يا أستاذ جواد، لم تكن خطواتك عبثية، أو بمحض الصدفة، كل شيء تم لأنك من الأصل بحثت عن كيفية إنشاء مشروعك.

أنا مثلا أقول أنني أريد عمل مشروع بيع منتجات، ولكنني لا أفعل شيء حيال هذا الأمر.

فقط أقول بيني وبين نفسي أنني أريد هذا الأمر.

الفرق بيننا هو أنك ذهبت لشخص، أخذت من خبرته، وتعلمت منه الكثير، لتنطلق فيما بعد لتكوين سلسلة من المعارف، لتكتسب خبرة وعمق وتتعلم أكثر وأكثر، عن هذا العالم التجاري الضخم.

وأعتقد أن العلاقات الاجتماعية بالفعل تفتح لك أبواب ممتازة، حيث أنا أيضا لم أتعرف على مستقل، إلا بسبب صديقة، كانت ترى كتاباتي اليومية على الفيس بوك، والحق يقال أنني لا أعرفها مطلقا، ظلت ترسل لي بشكل شبه يومي، نصيحتها بأن أعمل في مجال الكتابة، أو أؤلف كتابا، ثم لما استقرت الفكرة في رأسي، سألتها: كيف يمكنني ذلك؟

فعلمتني على مستقل.

هذا يعني أن العلاقات الإجتماعية مفيدة جدا، بل هي السبب في الخروج من خندق اللامعرفة، لتصل لمعرفة كاملة، وخبرة بوقت قصير.

شكرا لتجربتك المميزة، وأرجو أن تتوفق دائما.

تعد شبكة العلاقات الاجتماعية مهمة لبدء مشروعك وتطويره. السبب في اعتقادي أنه مهم جدًا لأنك قادر على اكتساب المعرفة اللازمة لفهم كيفية عمل الأشياء في المجتمع. إنها أيضًا طريقة جيدة لمقابلة أشخاص جدد سيساعدونك في كل ما لديهم خبرة فيه. على الرغم من أنني أعرف أن كل شخص لديه طرق مختلفة للقيام بالأشياء ،هذا ما يناسبني. تعتمد أهمية وجود شبكة من العلاقات الاجتماعية على مقدار النفوذ الذي يمكن للفرد الحصول عليه منها في أي وقت وفي أي موقف.

 نصيحة الأشخاص الذين بدأوا بالفعل أعمالهم الخاصة لا تقدر بثمن أيضًا ،لأنهم يستطيعون مشاركة تجربتهم معك. لقد استخدمت أيضًا جهات الاتصال الخاصة بي من المدرسة أو الأصدقاء والعائلة مما ساعدني كثيرًا في بداية مشروعي.

الكثير من الأشخاص تنجح مشاريعهم بقدرتهم على الإقناع وتكوين شبكة علاقات واسعة، أينما حلت الملتقيات أو المناسبات تجدهم هو أول من يحظرون، وليس لأن الفضول قادهم لتبني هذه الطريقة، بل العكس ذكائهم في إستغلال الفرص لبناء شبكة قوية تنشأ من خلال فقط تلك السويعات التي جمعتهم بتلك الكوادر.

ولأهمية وجود العلاقات الإجتماعية نلاحظ بأن أن هناك تخصص يدعى بالعلاقات العامة، الرجل المكلف ببناء شبكة واسعة مع الهيئة التي تخدم متطلبات الركة التي يعمل بها، وويعد كوسيط بين الشركة العامل بها والمؤسسات في الخارج، ولكن ما لابد أن نعلمه أن هذا الشخص لابد أن يتمتع ب:

• مرونة في التواصل والكاريزما.
• قدرة على الإقناع وإيصال المعلومة بوضوح.
• يتمتع برصيد معرفي شامل هن المؤسسة التي يعمل بها.
• لديه إمكانية التكلم بلغات متنوعة.

وما قمت به أنت ليست خزعبلات كما وصفتها ولا بصدفة، وإنما ذلك هو المنهاج السليم إذا أراد أي شخص أن ينجح في مشروع لابد أن يعمل على تقوية شبكة علاقاته، أتذكر صديقة عندما أرادت أن تفتح مشروع جديد في إنتاج مواد التجميل الطبيعية، فأول دفعة من منتجها قامت بحفل صغير دعت فيه كل من تعرفهم وقدمت لهم منتجها مجانا، وبذلك الطريقة أقنعتهم بمنتجها وضمنت أنهم سيطلبونه من تلك اللحظة، وهكذا نجحت.

مقال يستحق القراءة للاستفادة