لطالما بحثنا عن الموظف صاحب الأداء المختلف والمتميز، الذي يفكر خارج الصندوق، حلّال المشاكل، ذلك الذي لديه رغبة دائمة للتعلم وتقديم أفكار غير تقليدية، القادر على التعامل مع المسائل ببُعد نظر أكثر من سواه، كما أنه قادر على إيصال المعلومة بالشكل الأمثل حيث يقوم بتقديم تقاريره بشكل يختصر فيه الكثير من التفاصيل لإيصال النتيجة النهائية لمسئوله.

ولكن ماذا لو كان هذا الموظف برغم الصفات الإيجابية التي نبحث عنها; موظفاً كسولاً/مهملاً؟، غير ملتزم بأوقات العمل الرسمي، حيث يأتي متأخراً للعمل ويقدّم إجازات مَرَضية أغلب الأوقات ليبرّر تغيّبه عن العمل؟، كما أنه غير ملتزم بالتوجيهات التي تُملى عليه، ولا يمكنه العمل ضمن فريق، إذ يحب القيام بمهامه منفرداً لاقتناعه بأنّ فرق العمل تؤخر الإنجاز ولا تكون النتائج فيها حسب المتوقع؟، وبرغم أنه يقدّم تقاريره بشكل مميز وبأفكار مختلفة إلا أنه لا يقوم بتقديمها بوقتها المطلوب أحياناً، متعللاً بالكثير من الحجج.

أغلب المدراء التنفيذيون في قطاعات متعددة من الشركات يعتبرون مشكلة التعامل مع الموظف المهمل من أصعب المشاكل التي تواجه المؤسسات لأنه يؤثر سلباً على إنتاجية الفريق، كما أنه قادر على نشر ثقافة الإهمال في المؤسسة.

إلا أنّ بعض الإداريين يظنون بأنّ الموظف المهمل ليس شخصاً مهملاً بطبيعته ولكنه وجد بيئة عمل تحثّه على أن يكون كذلك، وبأنّ تفعيل العقوبات ستجبره على الانضباط، كما يظن مثل هؤلاء بأنّ الإهمال قد يكون بسبب تحميل الموظف مسؤوليات لا تتناسب مع قدراته وبأنّ إضافة مهام جديدة تتوافق مع ميوله وخبراته من الوسائل المهمة للتعامل معه وعلاج الإهمال لديه.

لو صادفكم زميل مبدع لكنه مهمل، كيف تنصحون بالتعامل معه؟

ولو خيّرتم بين موظف ملتزم ومنضبط بقدرات عادية، وآخر مبدع وموهوب لكنه عدوّ للانضباط والالتزام، فأيّ موظف من الاثنين تختارون؟؟