واحدة من أصعب الخطوات التي اتخذتها، أقولها بكل صدق هي الانخراط في مجال ريادة الأعمال ، حيث الإحباط، القلق، الخوف من اضاعة الفرص، والخوف من الفشل.، كل هذه الأمور كانت تنتابني، أدرك أن النتيجة هي إما الاحتفال، و إما دموع تسكن في محجر الأعين. ولكن حقًا هي مؤلمة و ممتعة في نفس الوقت. 

ريادة الأعمال وصفها ايلون ماسك بأنه ألم مميت، لكنني لا أريد سماع الألم، بل أريد الإحتفال. بكل صدق لقد حفزني الطموع و غلبني الغرور لأن أصبح مثل يُحتذى به.كان حبي للمعرفة و لكل تطور يدفعني دائما للأمام، هدفي هوالمساهمة في بناء مجتمع صناعي حقًا.

في المرحلة الأولى كان يجب أن أختار الفكرة، قرأت العديد من الكتب و المصادر لأعمل على تقوية فكرتي من الناحية التجارية و التسويقية. وللتسويق للفكرة قمت بالتواصل مع عملاء محتملين و جعلت مشروعي رائعًا من الناحية التقنية، بحيث أن تطوره يجابه تطور شركات.

عند الكلام في ريادة الأعمال، الركيزة الأولى هي حل المشكلة الفعلية، و التواصل مع عدد من العملاء المحتملين، و قمت بتنفيذ هذه المهمة بالفعل.، حيث تواصلت مع الشركات و المطورين لتنفيذ الأمر و عرضت النسخة التجريبية من مشروعي و كان الأمر أكثر من رائع. لكن لم أكن أدرك جيدًا أن عملائي المحتملين أعجبوا بالفكرة، لكن لم يجذب انتباههم الحل المقدم. أعجبوا بالفكرة لأنه كان خارج عن توقعاتهم و سابق لوقته.

بعد تنفيذ النسخة التجريبية، درست السوق و حددت خطة العمل، لكن خطة العمل كانت جامدة، غير مرنة. أي بمعنى لو أنني قدمت خدمة لمصنع ما و طلب مني هذا المصنع أن أطور عليه أو أن أنقص منه، فلن أتمكن منه لأن تصميم المشروع جاء للأهداف التي أنا رأيتها، و ليس الأهداف الحقيقية الموجودة عند العميل.

بكل صدق، عندما كنت أقرأ الكتب العلمية و كتب الأعمال، كان لدي حافز كبير جدا في المعرفة و التقدم في مشروعي. الكتب التي كنت أقرأها تعود لمؤلفين الغرب، و يتحدثون فيها عن كيفية التطور على أرضهم في ظل وجود بنية تحتية قوية جدا، و مستثمرين مستعدين أن يدفعوا الملايين و المليارات، و أفراد و شعب حرفي و تقني ماهر، و قوة اقتصادية خارقة. للأسف أنني نقلت نفسي الى منطقتهم من دون المعرفة و الإدراك بذلك.

لو حللتم مكاني ما كان ردة فعلكم؟ و هل تفكرون في تأسيس مشروع خاص بكم في المستقبل القريب؟