لا أخاف و لكن بالطبع شتان بين الإندفاع و الحذر فمثلاً لو قال أحد أريد أن أذهب إلى انجلترا لكي أتعلم كذا و كذا و لدي، هو يسعى وراء شغفه و لكن هناك مخاطر، ما الأموال التي ستتركها لأبنائك؟ و هل أنت مستعد لترك عملك و الذهاب إلى ما يمكن أن نسميه المجهول؟ لا شك أن هناك مخاطر و لكن الحذر ثم الحذر و دعيني أقول لكِ مثلا باللغة العامية نقوله في مصر
"اللي ميخاطرش أمه متزغردش" فكن حذراً حتى تزغرد أمك.
اعتقد أنني مع لاري في حديثه، نحن نخاف كثيرًا من السعي وراء الأشياء التي نحبها وعوضَا عن ذلك نسعى وراء الأشياء التي سيحبها الناس فينا
إن كانت الوالدة تتمنى أن تراك مهندسٍا أو طبيبًا لتتمتع بواجهة اجتماعية فقد تطيعها لأنك تعتقد أن الظهور بمظهر الطبيب سيسعدها، لتجد وقتها أنك التفتف لما يسعدها ولم تلتفت لما سيسعدك أنت! هذا لا ينطبق فقط على الخوف من نقص المال أو التوظيف أو الرغبة في الوجاهة الاجتماعية لكن الخوف من السير في طريق أنت الاول فيه والذي يخوض التجربة ولم يجد أحدًا قبله لينير له الطريق، الخوف من أن تظهر محبًا للتمثيل لأننا حتى وإن كنا كجيل نتابع الدراما لكننا مازال منا من يحمل وصمة اجتماعية تجاه هذا النوع من الوظائف! هناك الكثير من المخاوف التي تمنعنا من أن نحقق أحلامنا
أحيانًا اشعر بالشفقة على الرجال بقدر ما اشعر بالشفقة على المرأة، الجميع مسحوق ولكن بطريقة مختلفة، تم توزيع الأدورا بالفعل ولا أحد يجب ان يخرج خارج الدور الذي رسم له مجتمعيًا وإلا سيتعرض للنبذ وغيره من الوصمات الاجتماعية!
من لديهم الجراة لاتباع شغفهم هم الذي يغيرون العالم ويمتلكون القدرة على صفع القوانين الاجتماعية
الشغف موضوع يطول الحديث عنه، بداية من طريقة البحث عنه بداخلك، وصولا لكيفية تحقيقه والاستمرار فيه، وهل هذا الشغف يمكن تحقيقه فعلا وله مستقبل أم غير مناسب للواقع، بعض الأشخاص استمروا في السعي حول شغفهم ولم يهتم به أحد، أو اهتموا بأعمالهم بعد موتهم مثل فان خوج مثلا، ماذا الذي استفاده هو سوى الفقر والاكتئاب.
لذا نعم، يجب أن نخاف من الشغف، قد يجعلنا عظماء، وقد ينهي حياتنا بتعاسة، خاصة في عالمنا هذا.
لم أختر الكتابة لتكون وظيفتي الوحيدة، نعم هي شغفي ولكني أعتمد على العمل الحر في جلب المال بالإضافة إلى مصادر أخرى، لن أتوقف فجأة عن العمل تماما من أجل الكتابة، أنا مسئول من أسرة ولست وحدي، وفعلا أخاف عليهم ولابد أن أفكر في الاختيارات الأمنة.
الشغف الذي يؤدي لعمل متهور يسبب تعاسة وليس العيش في أمان مادي، أفضل أن أكون عاديا على أن أشاهد أسرتي بحاجة لشيئًا ما.
الشغف برأيي يجب أن يكون شيء جانبي إلا أن يتحقق، وقتها فقط يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل.
مرحلة ما بعد التخرج الجامعي هي المرحلة التي يختلط فيها التفاؤل بالقلق، مع ظهور مجموعة من علامات الاستفهام المؤرقة: ما نوعية الوظيفة التي سأعمل بها؟ هل أعمل في الوظيفة التي تحقق طموحاتي المالية أو الاجتماعية، أم أتجه إلى الوظائف التي ترضي شغفي وميولاتي الحياتية؟
وفي رأيي أن الشغف والميول والرغبة من العوامل الأساسية لضمان سيرورة عملية عظيمة تمكن في نفس الوقت من تلبية الاحتياجات المالية والاجتماعية.
التعليقات