هل الانسحاب من الفشل وسيلة للتغلب على الفشل أم خيار لا بدّ منه في حالات فشل المشروع؟

أهلاً مهند..

بالأصل لن تكون استراتيجية إذا لم يثبت نجاحها.. ومن اسمها واضح تماماً أن نكون مستعدين للانسحاب طالما كلّ المؤشرات تقودنا حرفياً للخسارة..

بصراحة قرأت عنه، وقد عرف تاداشي كرجل للقرارات السريعة.. أعتقد أنّه مهما بلغت الحنكة الإدارية فالشخصية تحكم..

حتى أنّه قد تمّ وصفه بالرجل الذي يستطيع تحويل كلّ شئ لذهب.

حين تقرأ ذلك تقدّر أن هذه العقلية تجارية بحتة، يدرس السوق بعقله بمدة تتجاوز المدة التي من الممكن أن يخضع السوق فيها للدارسة العلمية وبالتالي يتخذ قراراته ولكنني أظنه دوماً مستعداً للبدائل، فمثل هذه الفئة من الأشخاص لديهم القدرةعلى وضع كلّ الاحتمالات وتجربتها تبعاً أو تتالياً أيها أقرب للمنفعة.

بما أنك توقفت عند كلمة الفشل.. فالفشل الحقيقي حين نعتقد أن وصولنا لنهاية المطاف (بغض النظر نجاحاً كان ذلك أم خسارة)

الذكي مَن يعرف بأن لكلّ قمة قاع، ولكلّ كبوة نهوض.. وهؤلاء فقط من يمكنهم دوماً النهوض مجدداً والاستمرار. وتاداشي مثالاً، فقد اختصرت من سيرته الكثير لأطرح فكرتي، لكن هنالك الكثير من التفاصيل التي تجعلنا نوقن بأنه لا نجاح سهل، ولا فشل دائم.

ميني سو عزيزتي صينية المنشأ والمعني بها شركة إيايا الصينية، وبالتالي ليست فرعاً للشركة إضافة إلى أن منشاها كان بعد العام 2009 وبالتالي كان لتاداشي البداية 😊 (ربما لأنني أقدّر العقل الياباني)

بخصوص المساهمة، ستكون أفضل لدي من باقي مساهماتك، أفكارها سلسة وجميلة، انتهت المساهمة بالأسئلة ولكني شعرت أنها قصيرة..

أخرجي خارج الصندوق، ستجدين كلّ مساهماتي مميزة ومختلفة 😍، أما طول المقال من قصره، فطالما وجدت بأنّ الهدف قد وصل فما الحاجة لكثرة الكلمات؟ 😊😉

بخصوص مسألة الانسحاب من الفشل، يجب أن نقول عنها في حياتنا "مبدأ التخلي"، يعني الكثير من رواد الاعمال لا يرضون التخلي، بل يحبون التمسك على أساس أنها مجرد ازمة وستمر.. لكن قد تكون نهايتهم..

موضوع المقال القادم سيكون عن هذا الأمر، وعلى الأغلب سيكون على جزئين لأنه يحتاج لعمق إداري.

يجب أن يكون الإنسان ذو جلدة وقوة وصلابة ليكون قادرا علة الانسحاب، وهذه هي صفات رجال الأعمال

فعلياً نعم.. متى وكيف ولماذا؟ قرارات تحتاج لشخص ذو عقلية تجارية وقادر تماماً على تحمل تبعات قراره.

لكن هل يمكنك اعتباره يزة لرائد الأعمال؟؟ ألا تظنينه الشرّ الذي لا بدّ منه؟

دعيني أقول أن الإنسحاب هو الفشل الناجح.

هل يمكن للفشل أن يكون ناجحاً؟؟ لم أفهمها صدقاً.

بالنسبة للمستقل في عمله الحر، أن ينسحب من عمل لا يستطيع إنجازه، أفضل بكثير من أن يقدمه وهو بجودة سيئة.

أحياناً لا يكون انسحابه بسبب عمل لا يمكن إنجازه، ربما يا نور الهدى يرى بأنّ المشروع غير متكافئ مع تعبه أو حجم المطلوب أو حتى بالمعطيات، فأحياناً يكون صاحب المشروع جاهلاً بما يريده تماماً، وهنا أؤيد فعلاً الانسحاب من المشروع، خاصة إن وقع المستقل بدوامة استيعاب المطلوب ولم يجد لدى صاحب المشروع إمكانية شرح المطلوب بالشكل المطلوب.

أنا كمستقل إذا وجدت نفسي بعد استلام العمل لست قادر على عمله، فهذا غباء مني لأنني تقدمت أساسًا، وهذا سيعرضني لخطر التقييم السلبي وعدم إكمال المشروع، وأغلبنا يعلم أن سمعة المستقل هي نسبة نجاحه الأكبر في قبول عروضه.

اكتشفت أن العمل مطلوب فيه التحدث عن أكثر من 10 نقاط

ألا تعتقد أنه قد يكون قد تمّ التغرير بك؟؟ يعني لم يضعك صاحب المشروع بكافة التفاصيل التي تؤهلك لمعرفة قدرتك الحقيقية على المشاركة في العمل؟؟

لأكون صريحة تاداشي استعمل الاستراتيجية للأعمال ، يعني كصاحب مشروع ولم يخضعه للمستقلين في العمل الحرّ، لكنني تساءلت عنه فضولاً، فالاستراتيجية استراتيجية ويمكن إخضاعها وقياس نجاحها حين يمكن قولبتها لكلّ الاحتمالات.

هل أكملت المشروع؟؟؟

تماماً.. القدرة على امتلاك خيار الانسحاب مهارة، لكن هل تصلّ لدرجة أن تكون ميزة لرائد الاعمال؟؟ حيث أنني أظن أن أيّ رائد أعمال ناجح لن يكون متخوفاً من الانسحاب ولن يمنّي نفسه بأمل تحسن الوضع فيعطي نفسه الفرص.

لقد رأى بعض كتّاب الأعمال بأن هذا الأمر ميزة، بينما أظنني أراه واقع حال.

من السهل أن يكون صاحب المشروع العادي متخوفاً لأنه لا يملك المهارات، لكن لرجل أعمال في مشروع يقدّر بالملايين فعملية الانسحاب والبيع والشراء والاستحواذ مسائل غير خاضعة للتخوف.. لأنّ هذه القرارات تكون مبنية على وقائع، سواء من قبل المحللين في الشركة أو من واقع الخبرة التي اكتسبها صاحب المشروع.