تطبيق فيتي كوين، أهداف مجتمعية أم أهداف ربحية؟

بالنسبة لكون ربة المنزل يمكنها أن تسير عدد خطوات وتحسبها.. فما المشكلة في ذلك؟

فعلياً في ممارسة الرياضة الأعمال البيتية لا تعتبر نشاطاً رياضياً ذا أثر على الجسد، لأنّ جسم الانسان اعتاد على أعمال البيت، وتكون نسبة الحرق في ممارسة أعمال البيت قليلة جداً.. بالتأكيد كلّ عمليات المشي في البيت خلال اليوم تعادل نقطة واحدة من العملة فيتي كوين، لكن الفكرة في المبدأ.

وبالنسبة لكون الشخص يمكنه أن يعطي هاتفه لأي أحد، أرى أن هذا مستبعدا، إلا إذا كان قد جعل هذا الهاتف للمشي فقط، لأني أرى اليوم لا يمكن لأحد أن يستغني عن هاتفه.. فالهاتف أصبح شيء خاص جدا.

صدقيني هذا ما يحدث فعلاً، إحدى صديقاتي اشترت هاتفاً فقط لأجل التطبيق، بعد أن تنتهي من ممارسة المشي تعطيه لأختها التي تمارس المشي كرياضة، وثم لابنتها، لماذا تفعل ذلك؟

لأن المبلغ الذي يتم تحصيله فعلياً كبير جداً، نظراً لأنّ كلّ واحدة منهن تمشي قرابة 6كم على أقل تقدير يومياً، بنهاية الشهر المبلغ المتوفر سيعادل راتباً.

أرى أن الفكرة لا بأس بها، لكن هل فُعلت بشكل أكيد؟

وهل كسب أحد منها؟

ليت لو أحد له تجربة يكتب لنا.

التطبيق مطبق في الأردن، وأغلب أصدقائي يستعملونه في هواتفهم، الخيارات في العاصمة عمّان أكثر منها في بقية المدن نظراً لاشتراك عدد لا بأس به من الفنادق والمحلات والمطاعم، صديقتي التي أخبرتك منذ قليل عنها، قامت بشراء هاتف بعدد من الفيتي كوينز التي جمّعتها، وتنوي تبديل طاولة السفرة في العملية القادمة، كما أنها كما أخبرتك حصلت على مبلغ مالي ليس بالبسيط.

لكنني أتفق معكِ، لا يبدو الأمر وكأنه اجتماعي بحت، فحصر التعامل مع بنك واحد جعل أغلب المشاركين يسحبون اشتراكاتهم من البنوك التي هم فيها أو يقومون بفتح حساب بالبنك المعتمد للعملة، الأمر الذي زاد الحركة المالية لتعاملات البنك، أيضاً عملية الحصول على التخفيضات والشراء يتم لمنتجات محددة،

أظن في حال توّسعت شريحة مستخدمي التطبيق ستكون الخيارات أكثر وأكبر، لكنني لا أظنها ستخرج عن القالب الربحي وليس القالب الصحي المجتمعي.

دراسة من أي ناحية؟ هل تفكر بتطبيق مشابه؟

حيث أنني حين أضع مشاركات مثل هذه تتبادر لذهني فأقول سيرى ياسين بالأمر ما يستحق المحاولة.

لنكن صريحين، لستُ من أؤلئك الذين يرفضون الأعمال المجتمعية، على أن تكون مجتمعية بحقّ، لكن أسلوب غمس المصلحة والتجارة بالأعمال المجتمعية الإنسانية أراها أسلوب يعتمد على التأثير على المستهلك من قالب اجتماعي عاطفي، وهو ما أراه نوعاً من الابتزاز العاطفي.

أبداً أبداً.. بل إنني مع الدور المجتمعي للأعمال الريادية نجلاء..

وأشجع الأعمال التي تفيد أصحابها في نطاق الاعمال.

ولكن لا أحب الكذب والتدليس.. قل بأنك منظمة ربحية تهدف للمساهمة المجتمعية أكون معك وأؤيدك..

لكن أن تقول العكس وكلّ ما تقوم به أعمال المشروع تنصب بالعمل الربحي.. هذا ما أرفضه فعلياً.

صحيح يا أسماء بالنهاية أنا منتفع بشكل أو بآخر..

لكن الوضوح مريح وجميل، لا احب المنظمات التي تتعامل معي كزبون بتجاهل طريقتي بالتفكير والتحليل وقدرتي على الاستنباط من مبدأ أعطه يسكت..

أنا مع أن يقوم أصحاب المشاريع بإطلاق مشاريعهم على أن تكون رؤيتهم واستراتيجيتهم واضحة..

أما أن تضع رؤيتك بأن صحتي هي كلّ ما يعنيك ولأنها تعنيك فأنت كمنظمة تقدم لي الحوافز، وفي النهاية يكون الأمر ببساطة أن المنظمة أو التطبيق يستغلني كعميل أو كمستفيد لمآرب أخرى تظهر جلياً لاحقاً، الأمر يضايق.. فاحترام عقلية العميل أول طرق النجاح.

أهلاً أحمد،

بدا واضحاً لي نوعية المواضيع التي تثير ذائقتك 😁

فعلياً لستُ ضدّ مبدأ الأعمال القائمة على الربح، لأنّ أصل الأعمال لا يراد بها إلا الربح أولاً وإلا لما توّلد عالم الريادة بالأصل ليكون سبباً لسدّ حاجة مجتمعية تعود بمنفعة على صاحب العمل..

لكنه كما تقول تماماً.. مسألة تدليس الحقيقة لتبدو ظاهرياً وكأنها مجتمعية بحتة لا يراد منها إلا مصلحة المجتمع (ظاهرياً) وتنطوي على منفعة شخصية داخلية.

فالبنك الذي يشترط للاستفادة من المشروع أن يكون لك حساب فيه (منفعة ضمنية بين البنك وصاحب العمل)

التخفيضات على سلع محددة وليس التي يختارها العميل تبعاً لحاجته (منفعة ضمنية بين أصحاب التطبيق وأصحاب المحلات)

السلع المراد شراؤها والتي يعرضها المحل (منفعة بين المحل وأصحاب التطبيق)

العميل الذي يبحث عن حيلة للاستفادة وليس في سعيه للاهتمام بصحته (منفعة العميل) والتي أثق بأن القائمين على التطبيق يدركونها ولا يعنيهم علاجها طالما عجلة البيع والشراء والتعاملات البنكية جارية مما يعني بفوائد (ضمنية غير معلن عنها) تعود على أصحاب التطبيق.

مرة أخرى، بصدق لا شئ ضدّ العمل والمنفعة، على أن نحترم عقول بعضنا (كعملاء وأصحاب أعمال) دون أن ننادي بشعارات تبدو أخلاقية ظاهرياً.. مادية باطنياً.