في أحد برامج المناظرات، وقف رائد أعمال في مناظرة مع رائد أعمال مستقل، ليقنعا مقدم البرنامج بنفسيهما.

-أنا الأفضل، فأنا رائد أعمال بحثت عن فجوة في سوق العمل وأشبعت فيها احتياجات العملاء.

-أنتَ تشبع احتياج عملاءك صحيح، لكنني رائد أعمال مستقل أبحث عن فجوة في المشروع وأملأها بمهاراتي.

-المبادرة والمخاطرة عندي، أبحث عن أفكار جديدة ومختلفة، أنظر للمستقبل، أعمل لساعات طويلة جدا.

-أرأيت؟ أنت أضعت علاقاتك الاجتماعية بساعات عمل طويلة، أما أنا فأعمل لساعات محددة، حيث يمكنني العمل على أكثر من مشروع الأمر الذي لا يبعدني عن عائلتي.

- وهل تظن بأن الاهتمام بالعائلة لا يعني أن تكفيهم؟ أنت كمستقل لا تملك المال لذلك تعمل على مشاريع متفرقة.

-تعلم بأنني لزيادة الدخل لديّ طريقتين (زيادة سعر الساعة لحدّ معين، أو زيادة عدد ساعات العمل)، كما أنّ المصاريف ليست ثابتة وأملك القدرة على تخفيضها فمن الممكن العمل من البيت أو حتى من مقهى، بينما مصاريفك ثابتة وبازدياد كرواتب وأجور ونفقات وضرائب.

-قد تكون محقاً بموضوع المصاريف التي أقوم بدفعها، ولكن كأنك نسيت أنني أسعى للربح فأحصل عليه حال نجاح مشروعي، لكنك تسعى لكسب المال لسدّ احتياجاتك.

-نعم صحيح، لكن يبدو أنكَ من نسي أنّ لديّ تنوع في مصادر الدخل مرتبطة بعملي كمحترف حر، فقد أبيع الخدمة، وأقوم بتدريب الراغبين عليها، وقد أعمل على مشاريع تشابه جزئياً ذات الخدمة التي أقدّمها، وبالتالي لا أعتمد على نوع واحد من المشاريع.

-وهل تظنك بذلك تعيش حرية الاختيار؟

-وهل تملكه أنت أيضاً؟ على الأقل أنا لدي الحرية التامة في القرارات والوقت والمصاريف وسرعة التطبيق بينما عليك العودة للشركاء المؤسسين أو للمستثمرين أو التفكير في الفريق الذي يتأثر بهذا التغيير وأخذ آرائهم.

هل يمكننا التوقف عند هذا الحدّ؟، لقد بات جلياً بأنّه مخطئ كلّ من يظن بأنّ العمل الحرّ وريادة الأعمال صنف واحد رغم أنّ كلّ من يمتهن أحدهما يكون رائد أعمال، لكلّ منهما صفاته، ولذلك.. لأيّ راغب بدخول أحد المجالين، خبّرنا أيهما تفضل على رغم وجود سلبيات لكلّ واحد منهما؟ وباعتقادك هل يمكن أن يعمل الشخص كرائد أعمال لمشروع يخصّه ورائد أعمال مستقلّ لمهمة محددة في وقت واحد؟؟