مؤخرًا كُنت استمع لمحاضرة عبر TED Talks ل"بيتر مان" الصحفي المستقل وأحد خريجي جامعة موناش، كان يتحدث حول التكلفة الفعلية للتدريب الغير المدفوع الأجر، ومن يستفيد ومن لا يستفيد من هذه الدورات وهل هي تستحق أن نضحي من حياتنا ووقتنا ونجابه التحديات تجاهها أولا!

لكن ما لفت انتباهي من مشاهدتي للمحاضرة وبالرغم من أن "بيتر مان" تحدث عن فوائد لهذه الدورات إلا أنه كانت هناك غِصّة في قلبه حيال هذه الدورات، حاول ألا يبوح ولكنه بدأ لي بأنه لم يستطع كتم غيظه، فاعترف بأنّ هذه البرامج تُسبب القلق كون سوق العمل لم يكن تنافسيًا هكذا من قبل حسب قوله، كما ردد بأن بعض هذه الدورات قد تكون مُستغلّة تماماً وخاصًة في مجال الإعلام، حيث تُسرق أعمالك ويبقى اسمك غير مذكورًا على شيء أمضيت فيه أسابيعًا وشهورًا وفي نهاية اللقاء طلب "بيتر مان" من الجمهور وهو مبتسمًا بأن يتم توظيفه، فهو يرغب في أن يتم توظيفه بدلًا من سعيه وراء هذه الدورات!

هذه تجربة شخصية لشخص يفني عمره وراء دورات غير مدفوعة الأجر في الغرب فما بالكم نحن العرب، فللأسف البعض يتاجر ويستغل المواهب الفذة، أعلم بأن هذه الدورات هي جزءٌ لا يتجزأ من برنامج تأهيل وتطوير مواهب الأفراد، بل خطوة نحو بناء سيرة ذاتية ولكن هل نضحي بأسابيع وأشهر من حياتنا وربما يمتد هذا الأمر إلى سنة بدون أجر ولو زهيد! هل يستحق أن نتحمل المزيد من التكاليف ازاء هذا التدريب؟ وهل حقًا سيؤتي ثماره على المدى الطويل وبالتالي سنحصل على وظيفة؟! أما أننا أصبحنا اداة استغلال من قِبل أصحاب العمل؟!

صادفتُ استطلاعًا لمؤسسة نيس انترناشيونال يقول أنّ الأشخاص الحاصلين على تدريب مدفوع الأجر يؤدون عملهم بشكل أفضل في العمل كما أنهم يحصلون على المزيد من عروض العمل على العكس من الأشخاص التي حصلت على تدريب غير مدفوع الأجر! وما مدى قانونيتها أصلًا!

أذكر بأنني حصلتُ على تدريب غير مدفوع الأجر لمدة أسبوع، دفعت تكاليف حيال هذا التدريب، فما بالك لو حصلتُ على تدريبات لأسابيع أو شهور! فأنا أرفض مثل هذه الدورات على الإطلاق.

وأنت... ما رأيك في التدريب الغير مدفوع أجر؟ هل ساعدك تدريب غير مدفوع الأجر في الحصول على وظيفة مدفوعة الأجر؟