في ظل ازدياد المنافسة وارتفاع متطلبات سوق العمل أصبح واجبا على الأفراد أن يعتمدوا أسلوب تعليم مستمر يضمن لهم اكتساب جميع المهارات الجديدة لزيادة معارفهم والرفع من كفاءتهم.

ومع أنّ عددا كبيرا من الأفراد على استعداد لمواصلة تعليمهم إلاّ أنهم لا يحظون بالفرص الكافية للقيام بذلك بسبب جداول العمل المزدحمة، والتي لا تترك لهم أكثر من 10 دقائق يوميا لتعلم شيء ما، وهو ما لا يساعد على التقدم في تعلم أي مهارة جديدة.

ولا يُضر هذا التأخر في التعلم الموظفين فقط، بل حتى الشركات والمؤسسات ستتضرر لتضييعها فوائد التعليم المستمر المتمثلة في تعزيز الإنتاجية وزيادة الابتكار وتسريع التحول الرقمي. 

وكحل لمشكلة افتقار الموظفين للوقت الكافي للتعلم تقترح عدة جهات على الشركات والمؤسسات أن تجعل التعليم جزءا من الحياة اليومية للعاملين فيها بمنحهم فرصة التعليم أثناء العمل. 

ومن أجل ترسيخ ثقافة التعلم مدى الحياة كجزء من الثقافة العامة للمؤسسة أو الشركة تلجأ بعض الإدارات إلى تطوير عقلية النمو لدى موظفيها، وذلك من خلال الاعتماد على عدة تكتيكات أهمها: دعم التعليم الشخصي ومشاركة التعلم مع الآخرين، وأفضل نموذج للشركات التي تستخدم هذا الأسلوب هو بنك DBS السنغافوري الذي يمنح موظفيه منحة تصل إلى 750 دولار للتدرب على أحد المهارات المفيدة في مجال العمل، لكن بشرط أن يتعهد الموظف بتعليم ما تلقاه لعشرة موظفين آخرين على الأقل.

وغير الطريقة السابقة، تأخذ بعض الشركات مقاربة رقمية لجعل التعليم مدى الحياة جزءا من ثقافتها الداخلية، ويتم ذلك عن طريق تسخير أحدث التكنولوجيات في التعرف على أفضل الأساليب لتعليم الموظفين، تعتمد شركة Cargill سياسة مشابهة منذ مدة. واستطاعت من خلالها أن تغير أسلوب تعليمها من مجرد تلقي المعلومات إلى معالجتها للحد من تأثير الحمل الزائد لها على موظفيها. 

هل تدعم شركتك خيار موظفيها في مواصلة التعلم لو أراد أحد منهم مواصلة دراساته العليا أو إذا أراد أخذ دورة تكوينية لتعلم مهارة مفيدة في مجال العمل؟

في رأيك هل يجب على الموظفين أن يطالبوا شركاتهم بالسماح لهم بالحصول على وقت أكبر للتعلم؟