كثيرا ما تصادفني إعلانات توظيف لشركات تشترط أن لا يتجاوز عمر المتقدم للوظيفة 40 سنة أو أن يكون أكبر من 30 سنة، مثل هذه الإعلانات تعكس بشكل واضح سياسة الشركة في محاولة تجميع موظفين من جيل واحد.

قد تبدو مثل هذه القرارات مبررة بحكم أنّ توظيف أشخاص من أجيال مختلفة يضع أمام الشركات تحدي النظر إلى بيئة العمل من أكثر من منظور واحد لأن هناك بالتأكيد بعض الاختلافات بين الأجيال نتيجة ولادة ونشأة كل مجموعة في مناخ سياسي واقتصادي مختلف، ونتيجة امتلاك كل منها لتحديات ومهارات تكنولوجية خاصة.

لكن بناء بيئة عمل صحية تجمع بين الأجيال الخمسة (الصامتون، Baby boomers, Gen X , Gen Y , Gen Z) المشكلة للقوى العاملة في عالم اليوم من شأنه أن يجعل الشركات أكثر نجاحا، لأنّ الشركات التي تستطيع خلق بيئات عمل متعددة الأجيال تنجح بفضل تنوع خلفيات وأفكار موظفيها في الوصول إلى مستويات عالية من الابتكار والإبداع.

وبفضل طرق تفكير الموظفين متعددي الأجيال المتنوعة والمختلفة ستحصل الشركة على وجهات نظر وأفكار مناسبة لأكبر قدر ممكن من العملاء، ما سيجعلها أكثر جاذبية للعملاء الفعليين والمستهلكين عموما.

وأكثر من ذلك، يخلق وجود قوى عاملة متعددة الأجيال جو تنافسي أكبر بين الموظفين، ما سيعود بأثر ايجابي على الأداء العام للشركة وبالتالي أرباحها.

لكن قبل تحقيق كل هذا النجاح يجب على الشركات أن تنسق بين كل هذه الأجيال وأن تحدد حاجيات كل جيل وتلبيها.

كيف يمكن للشركات أن تدير بيئات عمل بهذا التنوع؟ 

وماذا يجب عليها أن تفعل حتى تخلق جو من التفاهم بين موظفيها من جميع الأجيال؟