كُنتُ اعتقد سابقًا أنه سِواء أكُنت موظفًا أو مديرًا أو مديرًا تنفيذيًا في شركة، فإن كيفية قيامنا بأعمال تجارية مهمة للمجتمع الأكبر. فالممارسات التجارية الأخلاقية ليست مجرد مثال على نكران الذات، ولكنها ضرورية للنمو المستدام وزيادة إنتاجية الموظفين والاستثمار الموثوق به في عملك.

أي ان الأخلاق تلعب دورًا كبيرًا في نجاح الشركات الفردية والجماعية.

ولكن ما إن طالعت مؤخرًا عدة اخبار بإلقاء القبض على رجل اعمال هارب من 124 حكم برغم أنه كان عضو مجلس اداره لأحد الأندية الرياضية الشهيرة. وهناك خبر آخر عن ملياردير صاحب محل مجوهرات شهير، تبين مؤخرًا أن مجوهراته المزعومة من زجاج وليس ألماس، برغم انه كان يتعامل مع أصحاب الثروات والمشاهير، وما أن افتضح أمره حتى هرب إلى بلد أجنبي.

لقد فجرت عندي هذه الاخبار سيلا من التساؤلات: 

أولها : كيف يستطيع مجرم هارب من العدالة أن يبقى في المجتمع وأن يعمل في العلن وأن يحقق نجاحًا أيضا.

وثانيها : أين أخلاقيات النجاح التي طالما تحدثنا عنها من أن النجاح يأتي بعد جهد وتعب وتخطيط ومثابرة.

ثم إن هذا الهارب كان عضو مجلس ادارة أحد الاندية الرياضية، أي أن التجارة لم تفشل وحدها في إزكاء جانب الاخلاق عند هؤلاء، وإنما فشلت الرياضة أيضًا.

لقد تربينا على ان الرياضة كفيلة بتقويم كثير من جانب الاخلاق، فأين ذاك؟ 

من الواضح ان هناك خلل في منظومة : الاخلاق الشخصية / النجاح. 

وتتفق مع هذا الرأي استطلاع لـ Better Business Bureau ، قال إن: 36 % من الموظفين مشتتين في المكتب بسبب حالات سوء الأخلاق في مكان العمل. أي أن الممارسات غير الأخلاقية ليست خاطئة بالمعنى الموضوعي فحسب، بل إنها تؤثر على نجاح الشركة عندما يكون الموظفون غير قادرين على التركيز على عملهم بسبب السلوك غير الأخلاقي أو ممارسات الشركة. وعلى الجانب الاخر أظهر الاستطلاع ان الأخلاقيات الأفضل تجعل الموظفين يتمتعون بتركيز أفضل، وبالتالي تحسين إنتاجية الشركة ونتائجها النهائية.

ولكن الواقع يكذب هذا الكلام ويؤكد أن: الاخلاق والنجاح، ليس كلا منهما يؤدي للأخر، ولا نتيجة حتمية له. ما رأيكم ؟